إلى متى يا أمة المليار؟
خوله كامل الكردي
إلى متى يبقى الدم المسلم الطاهر النقي في غزة هاشم، يسيل كالأنهار! وإلى متى تتوغل يد الحقد والإجرام في حرمات المسلمين؟ وإلى متى يكتفي العالم بالفرجة على المجازر المروعة بحق إخواننا في الدم والعقيدة؟ ألم تحرك صرخات الأطفال وأنات الثكالى وآهات المكلومين قلوب الغيورين على دينهم؟ ألم يحن الوقت ليقف الجميع صفاً واحداً ويقول كفى لهذا الإجرام كفى لهذا الانتقام الأسود الغير مبرر؟
ما يحرق القلب ويدمع العين أشلاء الأطفال المتناثرة وعذابات الجرحى ودموع الآباء الذين فقدوا أبنائهم، ففي غزة انقلب كل شيء بات الأب الموجوع يدفن ابنه بيديه بقهر، وأضحت الأم المفجوعة تودع ابنتها بألم شديد فوق احتمال البشر، فكل يوم يمر على أهل غزة تزداد الكارثة ويصبح الوضع أسوء بمراحل، والاحتلال يتمادى بكل عنجهية وصفاقة، من دون أحد في هذه الكرة الأرضية يأخذ على يديه، يثنيه عن أعماله الوحشية بحق المدنيين الأبرياء، مستعيناً بأحدث ما أنتجته المصانع والشركات الأمريكية والغربية من أسلحة الدمار والفتك، فتضرب منازل وخيم النازحين فتحدث دماراً لا يتصوره عقل ولا يستوعبه منطق، يقصف بالطائرات والمدفعية كل شيء البشر والحجر والشجر والحيوان، شراهة بغيضة لرؤية الدماء تراق بلا أدنى وخز من ضمير، والجثث التي تحولت إلى قطع ممزقة ومطموسة المعالم، حتى وصل الأمر بالأم الغزاوية أن تدعو الله دفن ابنها فلذة كبدها وهو كامل الجسد، أو مجرد العثور على جسده لتتمكن من دفنه وتضعه في قبر تزوره وتدعو له.
لا يستطيع المرء أن يصمت وهو يشاهد آلام ومعاناة المسلمين تتصاعد بصورة مأساوية في قطاع غزة ولبنان مؤخراً، فهل يوجد إنسان سوي في قلبه رحمة، لم تهزه مناظر الأطفال ملقون على الأرض ودمائهم تغطي أجسادهم الغضة، حتى تجاوز عدد الأطفال الشهداء ما يربو عن ١٧ ألفاً، والاستنكار والاستهجان أقصى ما يستطيع تقديمه المجتمع الدولي، ليعبر عن انزعاجه عن موت الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ! هذا المجتمع الدولي العاجز عن إدانة دولة الاحتلال الظالمة المتفرعنة على الضعفاء، واتخاذ خطوات حاسمة لرفع يده عن قتل واستهداف الأبرياء العزل، نسمع صوت هذا المجتمع الدولي المنافق عندما يتعلق الأمر بالفلسطيني الذي يدافع عن أرضه وأرض أجداده تقوم الدنيا ولا تقعد، وما نراه من استنفار الكيان الإسرائيلي وداعميه، فقط لاسترداد أسراه ولا يعنيه الجوع والموت والجراح المنصب على رؤوس أهل غزة صباً، غايتهم استرجاع أسراهم، ومن ثم يواصل قتل وقصف وذبح أهل غزة، إنه بلا شك الكبر والغرور والتعالي على المدنيين، لكنها ستفرج بإذن الله وسيستعيد أهل غزة حريتهم وأمنهم وعزتهم والنصر المستحق، هذا وعد الله لعباده المظلومين ولا يخلف الله وعده.