قطع الأحاجي
وفاء المهيرية
الليالي قد تبدو قارسة البرودة، والأمل اللامنقطع موجود، ولكن به القليل من شظايا الماضي الممتلئ بصندوق أحاجيه. قد تتدارك أيامه ولياليه، ولكن برودتها لا تدفئ إلا بالمضيّ والقدوم إليك يا ربّ.
وجدتك يا ربّ في أحلك أيام عمري وأكثرها جودة، وجدتك حين أنقطعت سُبلي وحين هجر النوم عيناي.
وجدتك في إخوتي وأخواتي. وجدت الحب والاحتواء والكثير من المودة التي لا ينالها إلا من جعل الله له
نصيبٌ في هذه الدنيا في إيجادها والتمتع بها و تأملها، في حين أنك يا رب قادر على تعليمي ما استساغ
عليَّ فهمه وتعلّمه.
إنك قادر على أن تريني شعلة النور المختبئة في قاع بقاع أسرارك.
فمن تربية الله لنا أنه يجعلنا قادرين على ذكره حتى وإن بدت الأمور تسير خلاف التيار الذي استقصدناهُ ولم يجاب لنا، وزخم النِّعم التي أنعمها الله علينا محاطة من كل جهة، تريد منا الالتفات و إحصائها من جديد لا أكثر.
فإنني يا رب أرجو بجميل لطفك وعطفك وعفوك ورضاك، أن أرى تكملة قطع أحاجيَّ، وبتيسيرك لخطواتي
على نهجك وإرشادك بسهولة بالغة يا رب العالمين.