سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
قصص وروايات

لمحات من الماضي .. الجزء الثاني 

سليمان بن حمد العامري

ملامح الفتاة، كانت بيضاء وجميلة، وهي في العقد الرابع من عمرها.

نظرتْ إليه باستغراب وقالت: أين صاحب السيارة؟

لكن سامي كان مشغولاً بمحاولة استيعاب ما يحدث. هل هذه هي…؟ تساءل بصوت منخفض لم يسمعه أحد سواه.

تدفقت الذكريات في ذهنه. لقد أحبّ فتاة في شبابه، وكانت جزءاً كبيراً من حياته قبل أن يفترقا لسبب لا يستطيع حتى الآن أن ينساه. لقد مرّت عشرون عاماً على ذلك الفراق المؤلم، ولم يلتقيا منذ ذلك الحين. ولكنه لم ينساها، فقد كانت دائماً في مكان ما في قلبه، تختبئ في زوايا ذاكرته.

ماذا قلت؟ سألته الفتاة مجدداً، مقاطعةً مزيجه من الأفكار.

رد بسرعة: آسف، لا يوجد أحد في الداخل. ثم تابع بنبرة مترددة: هل… هل أنتِ…؟

قطعت الفتاة حديثه قائلة: شكراً، سأبحث عن مكان آخر لأركن سيارتي. ثم همّت بالابتعاد.

لكنه لم يستطع تركها تذهب هكذا. انتظري! ناداها بسرعة. التفتت إليه ببطء، ونظرت إليه بعينين مليئتين بالاستفهام، قائلة: أخي، لا يصل فكرك إلى أنني فتاة سيئة.

فقطع حديثها قائلاً: حشاكِ، وتخطاك العيب، لكنني كنت أعرف فتاة قبل عشرين عاماً… هل أنتِ شذا؟ سأل وهو يشعر بأن قلبه قد ينفجر في أي لحظة.

صمتت الفتاة للحظة، وكان الاستحياء جعلها تبدو كمن تفكر في الإجابة. ثم قالت بهدوء: نعم، أنا شذا. ولكن… من أنت؟ وهي بين الشك واليقين.

انحبست أنفاسه للحظات، ثم قال بصوت متردد: أنا… سامي.

(يتبع)

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights