توبة
زيانه سالم محمد الذيب الجابرية
كانت فتاة مفعمة بالحياة، بالأمل، بالثقة، بالعفوية، بجمال الناس في هذه الدنيا الفانية.
وفي يوم من الأيام، دخلت في صدمة عمرها.
فقد رماها الناس بخيبات، بطعنات جارحة، قللوا من شأنها.
كان هذا جزاءها عندما تركت لهم حرية إبداء آرائهم الفاشلة عنها، فهي كانت مبدعة في مجالات عدّة.
لكنها كانت على ثقة بأن كلام الناس هو من سيقود نجاحاتها، أنهم سيجعلون من أحلامها تمضي قُدماً، سترتقي بهم لسلّم من النجاح هي كانت قد رسمته وخطّطتْ له.
لكن هنا أتت صدمة لم تكن بالحسبان، لم تكن تعلم بأن البشر لا يمكن الوثوق بهم، وأنه ليس كل من يضحك في وجهها يُكنّ لها المحبة.
آآه يا توبة، لقد بنيتِ آمالاً في فراغ.
ألقوا عليها نظرات كادت أن تفتك بحياتها مرات عديدة.
وضعوا قيوداً تحت قناع أطلقوا عليه اسم العادات والتقاليد والمعتقدات والأعراف والمجتمع.
باتت لا ترى ما يرسلونه لها. لم تعد تنصت لما يقال عنها، ولا تتكلم في حضورهم مطلقاً.
كل هذا لأنه أصبح لديها ما يسمى (بمناعة البشر).