2024
Adsense
مقالات صحفية

ألحان التناغم في أروقة العمل

ثريا بنت حمود الراشدية

في خضم الحياة المهنية، قد تطرأ لحظات تأخذنا بعيدًا عن روتيننا المألوف، لتفتح لنا آفاقًا جديدة ومواقف غير متوقعة. أحيانًا يمثل الانتقال المؤقت فرصة لاستكشاف أبعاد جديدة من العلاقات والتجارب الفريدة التي لا تتكرر، وهكذا كان انتقالي إلى المكتب الجديد، الذي لم يكن سوى فترة قصيرة لا تتجاوز الشهرين، نتيجة للتعديلات التي تُجرى في مكتبي الأساسي، ورغم قصر هذه الفترة، فقد أتاح لي انفتاحًا على نوافذ جديدة لعلاقات إنسانية استثنائية وتجربة غنية بالدفء والترابط.

في هذا المكتب المؤقت، وجدت نفسي محاطة بزميلات يتمتعن بروح التعاون والمحبة، يملأن المكان بطاقة إيجابية وحيوية تجعل من كل يوم تجربة لا تُنسى تستقبلني الزميلات بابتسامات مشرقة، وتتردد ضحكاتهن وتعليقاتهن في أرجاء المكتب، وكأن كل واحدة منهن تكمل جملة الأخرى بحوار متناغم يعكس انسجامهن، يجتمعن بتلقائية، وتنساب بينهن النقاشات كأنها لحن متكامل، وكل واحدة تضع لمستها الفريدة لتعزيز روح الفريق المتماسك.

ما لفت انتباهي حقًا هو كيف أصبحت زميلات المكتب محط انتباه زميلات الأقسام الأخرى، لا تمر لحظة، دون أن تأتي وجوه جديدة تضيء المكتب بزيارتها، وكأن هناك سحرًا خاصًا في هذه البيئة النشطة يستقطب الجميع، ربما هو ذلك الجو العفوي والتلاحم الذي يخلق شعورًا بالراحة والترحاب لكل من يدخل، مما يجعله يعود مرارًا وكأنه جزء من هذه الأسرة الصغيرة.

كل يوم ألاحظ مدى التلاحم بين الزميلات، وكيف تتحول ساعات العمل إلى لحظات مليئة بالفرح والتعاون من خلال تفاعلاتهن اليومية، تتضح قوة العلاقات وأهمية دعم بعضهن في مواجهة تحديات العمل، فعندما تواجه إحدى الزميلات ضغوطات أو صعوبات، تجد الأخريات يهرعن لتقديم المساعدة، سواء بالنصائح أو الدعم المعنوي، مما يعزز شعوري بالفخر والامتنان لوجودي في هذه البيئة المتكاملة.

لقد أصبحت لدينا لحظات خاصة نجتمع فيها لأخذ استراحة قصيرة لتناول القهوة، حيث يتحول هذا الوقت البسيط إلى فرصة لتبادل الأفكار والقصص، وتُضفي كل واحدة لمستها الخاصة على الحديث، مما يخلق أجواء أكثر حميمية، هذا التناغم الفريد جعلني أدرك كيف يمكن للحوار أن يعمق الروابط، ويحول العمل إلى مكان أكثر حيوية.

مؤخراً احتفلنا سوياً بيوم المرأة العمانية، وكانت الأجواء مليئة بالفرح، حيث تبادلنا التهاني واللحظات السعيدة، التقينا لالتقاط بعض الصور لتوثيق تلك الذكريات الرائعة.

ومع اقتراب ختام هذه المرحلة، انتابني شعور عميق بالشغف تجاه هذه التجربة التي أعادت إلى قلبي لهيب الحماس للعمل في أجواء تغمرها الروح التفاؤلية.

في نهاية هذه الرحلة القصيرة، أرجو لهن التوفيق والنجاح، وأعبر عن امتناني لهن على كل لحظة قضيتها معهن، وآمل أن تظل ذكرياتي معهن محفورة في قلبي.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights