مهرجان ظفار الدولي للمسرح يواصل العروض بحضور جماهيري كبير
كتبت – ريحاب أبو زيد
“عمق فلسفي موجه للأطفال”
يواصل مهرجان ظفار الدولي للمسرح عروضه حيث عرض صباحًا بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه العرض العراقي’ قطرة مطر ‘ بمسار مسرح الطفل تأليف و إخراج محمود أبو العباس تحدث العرض عن أهمية الماء موجه بعض الإرشادات للأطفال منها المحافظة على الماء حتى لو قطرة منه لكونه سر الحياة الحقيقي من خلال استخداماتنا واستخدامات من حولنا حيث أن القطرة هي محور العرض الذي تدور حوله الأحداث ولكن هناك رسالةً تقدمها المسرحية ما بين سطورها
من جانبها قالت العراقية الدكتورة خلود جبار مديرة معهد الفنون الجميلة للبنات في البصرة ورئيسة فرقة محمود أبو العباس: في البداية أود أن أثني وأشكر أهل سلطنة عُمان وأبناء محافظة ظفار خاصة على حسن الاستقبال والتنظيم الرائع لهذا المهرجان وأوضحت بأن المسرحية تتحدث عن الأنانية الموجودة عند بعض الكائنات التي تستهلك الماء دون فائدة إذ إن المسرحية فيها عمق فلسفي جميل جدًا بالرغم من تقديمها للأطفال إلا أنها لها معانٍ كبيرة و مسرح الطفل في العراق يسير بشكل إيجابي من خلال تقديم مجموعة من مسرحيات الطفل المتنوعة ولكن مسرحية ” قطرة مطر” تعتبر أيقونة مسرحيات الطفل في العراق وكذلك على المستوى العربي كونها تحصل على جوائز قيمة
“البحث عن السعادة في طيات حياتنا”
“سجين رغبة” عرض سلطنة عمان لفرقة صلالة المسرحية الذي عرض بمسار المونودراما اخراج محمد بن حيدر تأليف أحمد باصديق تمثيل وليد شعبان سينوغرافيا طارق كوفان ويناقش العرض البحث عن الذات والسعادة من خلال البطل الذي يبحث في طيات حياته وأفكاره عن كل ما فاته وعن ما ينقصه من من سعادة رغم أنه يمتلك كل شيء ولكن ينقصه كل شيء.
قال المخرج محمد بن حيدر : فكرة المسرحية تتلخص في أننا قد نبحث عن السعادة في طياتِ حياتنا من المهد إلى اللحد وتغرينا الدنيا بالمال والمناصب وهكذا نكون وحيدين فيها بدون سعادة وفكرة المسرحية معي منذ ستة أعوام والمؤلف صديق مقرب لي و لم يسبق له كتابة أي نص مسرحي ولكن شاهدت فيه نواة كاتب محترف وبالفعل عرضت عليه الفكرة وكتب المسرحية حيث تدور المسرحية حول شخص لديه جاه وسلطة ولكنه لم يحصل على السعادة في حياته ابداً، ويبدأ العرض كطفل وينتهي كذلك.
” الشتات في طريق مجهول”
“حقيبة” العرض الخاص بكندا كوميديا سوداء تأليف أحمد ميرعي وإخراج الراحل مجدي بو مطر تمثيل ندى ابو صالح وأحمد ميرعي الفكرة الرئيسية للعرض تعكس حاله الشتات السوري الذي حدث خلال الأزمة حيث تعرض مجموعة كبيرة للتهجير مما سبب لهم العديد من الأذى لأن الإنسان يخرج من أرضه للمجهول ليوضح العرض مدى المعاناة التي يقابلها هؤلاء عن طريق زوج وزوجة يستيقظوا ليجدوا أنفسهم في مكان غريب ولا يعلموا هل هم أحياء ام اموات ولكن يستوعبوا أنهم انتقلوا إمكان آخر بسبب القصف.
أوضح مؤلف وبطل العرض أحمد ميرعي أن مخرج العرض مجدي ابو مطر توفاه الله منذ عامان وسيظل العمل باسمه وعرض “حقيبة” من العروض الأولي التي أنتجها عندما هاجر لكندا وعرض هناك بأكثر من مكان وأيضًا عرض في قرطاج عام ٢٠٢٣ واليوم في سلطنه عمان ويتحدث بشكل عام عن الحالة التي تعرض لها المهجرين بمختلف أطيافهم وطبقاتهم لمن يوضح حالة من الانتظار لا يعلموا ماذا سيحدث لهم عن طريق محورين هما الانتظار وماذا ستسع الحقيقة التي يحملوها.
“الهروب للحياة”
جاء مسار الشارع والمساحات المفتوحة للعرض العراقي ” أمكنة اسماعيل” الذي ناقش قضية بعض نزلاء مستشفى الامراض العقلية ومدى معاناتهم حيث يوجد داخل المستشفى عدة فئات مختلفة منهم العقلاء ومنهم من يحتاج العلاج والتأهيل النفسي ومنهم من يهرب من الحياة العرض إخراج حسام عبد الكريم وتأليف الكاتب الكردي هوشنك اوسي وبطولة كوكبة من فرقة كنوز المسرحية العراقية و كوكبة من الممثلين العمانيين
و قال المخرج حسام عبد الكريم: بداية انا من عضو بنقابة الفنانين بالبصرة وحقيقة سعداء ونشعر بالفخر لمشاركتنا بمهرجات ظفار الدولي للمسرح وأتمنى أن ينال العرض اعجاب الجمهور ومستقبلاً سيكون للفرقة عدة مشاركات قادمة وعديدة بسلطنة عمان العمل المسرحي اليوم يتحدث عن مستشفى للأمراض العقلية حيث يتواجد أحد النزلاء وهو عنصر اساسي بالمجموعة داخل المستشفى وهو اسماعيل شخصيه مثقفه يمثل الجنون من خلال هروبه من العسكرية و عدم التزامه بالقوانين نتيجة الحرب و الظلم فيبحث عن الخلود و البقاء لذلك ذهب لمستشفى المجانين لينجو بحياته ويكون علاقه وطيده بينه وبين المكان والنزلاء ولكن بسبب الظروف الموجودة داخل العراق أصر الدولة على خروجه لكنه رفض وظل يقاوم
“روميو وجولييت قصة حب عبر العصور”
أما مسار العروض الكبرى فكان للمسرحية الاستعراضية الإيطالية” روميو وجولييت بالساعات الأخيرة” التي تناولت أجمل قصة حب عبر العصور وتعرضت لمؤامرات وصراعات عائلتي الشابين في ساعاتهما الأخيرة قبل أن يستسلما لمصيرهما الذي لا مفر منه كما يوضح العرض أن المشاعر القديمة تتطور بمرور الوقت بمساعدة ذكريات الماضي حيث يرى الجمهور أبرز ما في القصة لتندمج الصور وتصبح مرتبكة حتى تكشف عن نفسها فجأة في وضوح كامل لرجل مسن وامرأة مسنة بالإضافة إلى صبي وفتاة لتوضح قصة حب النسخة الأكبر سنًا والأصغر سنًا من روميو وجولييت مما يرمز إلى تطور الحب في حين يرسل العرض رسالة مفادها أن الحب الحقيقي يمكن أن يحدث في أي عمر صغير كان او كبير قدم العرض المسرحي بطريقة استعراضية جميلة تخلله عدة لوحات لفن الباليه.
“عندما يترك الجُرح ينزف في الوجدان الإنساني”
العرض الأخير كان لدولة الإمارات العربية المتحدة بعنوان “إبرة” من خلال مسار العرض الجماهيري للمخرج المسرحي إبراهيم القحومي والمؤلف حمد الظنحاني ومن إنتاج جمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح وبطولة مجموعة من الممثلين يناقش العرض مفهوم الجرح من خلال سرد حكاية شخص ذهب لزيارة صديقه بالمستشفى ليدعو له بالشفاء العاجل وإذا به يرى بنفسه ملقياً على سرير في غرفة الجراحة الطبية ويخدر من خلال الطاقم الطبي فلا يدري هل هو في واقع الحياة ؟أم وهم او وقع في بئر الوعي واللا وعي؟ محاولا النفاذ بالروح حين سمع الطاقم الطبي يقول أن هناك دودة زائدة عليهم إزالتها وهو يعيش حالة من الخوف لا يستطيع تخطيها وتلك الحالة تجعله يرى أعماقه لأول مرة لأنه أخذ مكان مريض آخر دون انتباه الممرضة كما تتضمن العرض أكثر من حكاية وأكثر من إسقاط وقد ركز العرض على الإبرة باعتبارها وسيلة طبية وربما سلاح قاتل فهي إما أن تنقذ المريض من مرضه وإما أن تكون مهلكة نتيجة أخطاء طبية ومرر العمل فكرته بمدلولات وإسقاطات متعددة ليشير إلى سلسلة من الأخطاء التي تتسبب في حدوث كوارث وتترك كثيرا من الجراح البشرية التي يلتئم بعضها وبعضها يسري في الجسد .
“أراء عن المهرجان”
وقالت الدكتورة آمنة الربيع : مهرجان ظفار الدولي للمسرح يعد ظاهرة ثقافية تنظم للحراك المسرحي في السلطنة في صبغة دولية كونه يضم فرق من مختلف اقطار العالم. كما بعد مهرجانا مسرحيا دوليا يضم نخبة من الفنانين المسرحيين لا شك سيكون له المردود الايجابي على السياحة في محافظة ظفار والترويج لها لما تحوية من مقومات سياحية وتاريخية.
وأشارت إلى أن المهرجان يتضمن مسارات مختلفة ولا شك تعد إضافة للحركة المسرحي ونتمنى ان تخرج بمخرجات نبني عليها مهرجان الدورة القادمة.
وحول العروض قالت: الجيل الحالي مع وجود إدارات واعية بأهمية دعم الحركة المسرحية تعد خطوة رائعة في ظل وجود فرق تطمح ان تصل بالمسرح إلى مستويات عالية في الأداء وهذا ما أكده صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب في كلمته خلال مهرجان المسرحي العماني.
وقال عماد الشنفري رئيس الجمعية العمانية للمسرح: مهرجان ظفار الدولي للمسرح في دورته الأولى يعتبر انطلاقة قوية للمسرح العماني، والذي يأتي مباشرة بعد انتهاء مهرجان المسرح العماني في دورته الثامنة، وانطلاقة إلى المسرح الدولي هي خطوة تشكر عليها بلدية ظفار التي ارتأ ت أن يكون للمسرح عده مسارات ومهرجان لا يقل عن الفعاليات التي تقدم خلال مهرجان خريف ظفار.
وأكد المخرج أحمد معروف وعضو لجنة التحكيم: أن المسرح تجسيد صادق للرحلة الإنسانية وتحقيق الذات يمثل عالمًا قادرًا على تحويل أي فكرة إلى حقيقة ماثلة، يمكن خوض غمارها، وتعكس تفاصيل الحياة الواقعية، معتبرًا أن المسرح بمثابة رحلة إنسانية يستطيع الفرد من خلالها الوصول إلى وجهته التي يريد.
وأن خشبة المسرح هي البُساط الذي يقف عليه المؤلف ليروي من خلاله روايات متنوعة ويُناقش قضايا عدة ولذا يُمكن وصفه بـ”العالم الآخر” الذي يساعد الجمهور على رؤية ذاته المُنعكِسَة فيه.
وأشار معروف : أن العمل المسرحي لا يمكن النظر إليه باعتباره عملًا تقليديًا وإنما مهنة مُتفرِّدة في ذاتها تمنح العاملين فيها حُرية التحليق في فضاءات الإبداع دون قيود فكرية أو مادية لا سيما وأن المسرح في طبيعته قادر على المزج بين الواقع والخيال، وبلورة الأفكار على اختلافها في رؤية إبداعية وسيناريو خلّاق، يرسم لوحة رائعة أبطالها شباب مبدعون يسعون لإطلاق الطاقات الكامنة لديهم وإيصال مختلف الرسائل إلى المُتلقّي و كان لا بد من الاهتمام بالمسرحيين فالبداية تكمن في الاهتمام بمسرح الطفل لأنه يمثل أهمية كبيرة في صناعة المسرح ويساعد بشكل كبير في صناعة مواهب وتقديمها بشكل جاهز في المهرجانات خاصة وأننا فعليًا لا نزال بحاجة إلى الرقي بهذا النوع من المسارح ويجب أن نفرق بين مسرح الطفل والمسرح المدرسي ليكون هناك مناهج واضحة تُبيّن الفرق بينهما.