ميمونة بنت علي الكلبانية
وها هي دموعي تنسكب بحرارة على خديّ معلنة بداية الانهيار، لقد تعبت فداخلي مهشم، ما عدت قادرة على التحمل أكثر ولا التصنع بالقوة بينما أنا في أشد مراحل ضعفي.
الخطأ لم يكُن خطئي فهم من تسببوا في وصولي لهذه الحالة المزرية، فها هم ذا لا يفوتون أي فرصة لقهري أكثر فيصرون في كل مرة على ضرورة تحطيمي ودفني في قاع الأحزان والهموم، ياليتهم يشعرون بحجم الدمار الذي خلفوه بداخلي ، لقد أحرقوا روحي التي لم تترك شيئاً إلا وفعلته هبةً لهم،أهكذا أجازى على حسن نيتي معهم،وصلنا إلى زمن يعاقب الطيب على طيبته وإلى أين بنا أيتها الحياة؟
لم يعد هناك داعٍ للحديث أو العتاب فما عاد يهمنا شيء، فأرواحنا اعتادت الآلآم وجرع الخذلان ، ياليتكم عرفتم قيمة ما خسرتموه ، وياليتكم خرجتم من حياتنا دون أن تتركوا هذا الأثر الأليم مطبوع على قلوبنا كندبة تذكرنا ببشاعتكم مدى الدهر .
