ذِكرى.. وسراب
د. محمد عزيز عبد المقصود
أستاذ مساعد بجامعة Unishams
ظننتكِ ذكرى زمان طهور
نقاء صفاء ونحن حضور
وكنت أرى في رحابٍ إليكِ
نسيما يفوح تطيب الكسورُ
ويرسُم قلبي ربيع لقاءٍ
وشوقا يموت ويحيا يمورُ
فكيف به في لقاء كهذا
وفيه الحنان وفيه السرور؟
ومرَّ لقاء فثَمَّ لقاء
دموع تسيل وجرح عسيرُ
أكنتَ لتحسب عَودا حميدا
تُمنّي نفوسا وأنت قرير؟
فما كان منكِ فذاكَ نسيت
وما كان مني فعنكِ أسيرُ
أسائل نفسي مهلا.. رويدا
تبدّى الظلام أذاك يصير؟
ظللْتُ أروّد قلبي كثيرا
ليهدأ فكري وصدري مريرُ
أكان سراب السنين الكثير
غمام السماء ليومٍ مطير؟
سلاما عليك أمي سلاما
فأنتِ غناي سواكِ فقيرُ
فعذرا أمي ظننتَها ذكرى
أتفنى الزهور ويبقى العبير؟
فما بعد أمٍّ ذكرى تدوم
وإن كان وصل فزيف هجيرُ
وإني أَدين ليوم أراني
نفوسا تعاني وصوتي زئير
فهيّا لنبدأ عهدا جديدا
فيا ربّ اخترْ فأنت بصيرُ
وحقا أقول وكلي يقين
بأن الإله بحالي خبيرُ
فرحماك ربي بعبد ضعيف
دعاك وأنت معين نصيرُ