تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

عندما تبكي السنين

إبراهيم اليعقوبي

هي رحلة إلى ماض رحل وذكريات جميلة بقيت في الذاكرة وتعلق بها القلب، كلما تحن وتشتاق إليها تسيل دمعتك، وتثير شعورك بألم فراق تلك الذكريات التي كانت واقعا عشته وأحسست وقتها بروعة ذلك الموقف وجماله، والآن أصبح ماضيا وقصة جملية عابرة جسدت وفاءك تجاه ذلك الموقف.

لحظات خلدها لك التاريخ ووثقها وحكايات من حياتك التي عشت فيها أجمل الأوقات حينما كنت في عمر الطفولة ثم انتقلت إلى عمر الشباب تأثرت بها وانسجمت مع أحاسيسها، وصارت جزءا من حياتك ورحلة ذهبت وسجلت فيها أجمل الذكريات ووثقت فيها أحداثا لن تتكرر.
حنينك لها يبقى وتأثيرها على نفسك كبير؛ لذلك في لحظة استرجاعك لها يسيل الدمع عليها؛ لأنها أصبحت ماضيا لن يتكرر بنفس ما تريد، فجميل بمن يحتفظ بتلك الأحداث والذكريات ويعشقها ويخلدها بين ذاكرته، ويفرغها بين الحين والآخر على نفسه؛ حتى يعيش ذكرى جميلة، وينعش الأحاسيس والعاطفة المخزنة في ذلك الجسد الذى قد تعب من عثرات الزمن ومن حمل الأوجاع وزحامات الحياة المتكررة التي أشبعت نفسه بالوهن وأجبرته وكسرت نفسه وأحاط به التعب من كل وجهة.

وهنا تأتي تلك الذكريات الجميلة لتواسي ذلك الجسد المنكسر، وتمسح التعب وتداوي تلك الجراح، وتخفف الحمل عليه، فيسرح بخياله معها، ويغلق على نفسه في زاوية بعيدة عن ضجيج الحياة، وينشغل بفكره عن أي كدر قد يعكر صفوة خياله؛ فيتجدد النشاط ويعود الأمل ويزول التعب، وتبدأ الابتسامة والتفاؤل، وتكبر الأمنيات، ويزيد الأمل، ويتحقق الحلم والطموح.

كم هي رائعة تلك الأحاسيس والشعور المنحدر من أعماق ذلك الجسد تنسيه أي ألم وجع وتبحر في سلام!

وأخيرا، اجعل لنفسك جزءا من ماض جميل تحن إليه وتتذكره كلما تكدست عليك الأوجاع.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights