جمال بن سالم المعولي
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى الشيخ سالم بن منصور الهاشمي، الذي وافته المنية صباح اليوم الأحد ٢٨ صفر ١٤٤٦ هـ بعد حياة حافلة بالعطاء والخير.
الشيخ سالم بن منصور الهاشمي رحمة الله عليه شخصية بارزة في قرية الشبيكة بولاية الرستاق ومحافظة جنوب الباطنة، حيث ترك بصمات لا تُنسى في قلوب الناس من مناقب وصفات نبيلة وأخلاق رفيعة، كان معروفًا بتواضعه وكرمه، وفاتحٌ بابه للجميع ويقدم المساعدة لكل محتاج ومثالاً للصدق والأمانة، ويحظى رحمة الله عليه باحترام وتقدير الجميع.
رحل الشيخ سالم تاركاً خلفه صدقات جارية لا تعد ولا تحصى؛ فلقد كان رمزًا للعطاء والتفاني وساهم في العديد من المشاريع التي هدفت إلى تحسين القرية، وكان له دور كبير في حث الناس على بناء معالم للبلدة وما يميزها لكي لا تكون متأخرة بين البلدان، كما أنه كان يدعم الشباب ويحثهم على التعليم ويحثهم على مكارم الأخلاق وعلى التواصل وعدم قطع الرحم وعلى الألفة والمحبة والتكاتف، وأن يجتمعوا على يد واحدة لما فيه خير وصلاح للبلدة ويحثهم على إعانة المحتاجين والوقوف معهم، ويعلمنا دائماً دروس في الأدب والأخلاق والتواضع وتمسكه بالدين والصلاة وغير ذلك مما يقربنا إلى الله زلفى، كنا نرى كل هذا في حياته اليومية ولعلنا نستفيد شيئا من هذه الدروس القيمة العظيمة المفيدة التي نراها فيه.
لم تقتصر أعمال الشيخ سالم على قرية الشبيكة فقط، بل امتدت إلى محافظة جنوب الباطنة بأكملها وإلى العديد من ولايات عُماننا الحبيبة؛ فلقد كان له دور فعال في العديد من المبادرات الخيرية والتنموية، ودعم الأسر الفقيرة والمحتاجة، كما كان له دور كبير في تعزيز الوحدة والتعاون بين أفراد المجتمع، من خلال تنظيم حلقات علم؛ مما جعله شخصية محبوبة ومقدرة لدى الجميع.
الفقد عظيم والمصيبة كبيرة، وإنا لفراقك لمحزونون، سيفتقدك الطريق إلى الجامع وسيفتقدك المصلين، وجيرانك وأصحابك، وسيفقد الجميع محاضراتك والدروس والتوجيهات، فقدك كبير ونسأل الله أن يصبرنا.
رحم الله الشيخ سالم بن منصور الهاشمي وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان. ستظل ذكراه خالدة في قلوبنا، وستبقى أعماله الخيرية شاهدة على عطاءه وتفانيه في خدمة المجتمع.
