2024
Adsense
مقالات صحفية

في حب غزة، يترنم الشعر

خوله كامل الكردي

لا يخفى على أحد الأحداث المريرة التي يمر بها أهل غزة، وصور معاناتهم لا تبرح وسائل الإعلام المنصفة، وحسابات أفراد شرفاء على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتمكن من الإفلات من قبضة الرقيب الغربي، لكن كل ذلك لم يمنع من أن تصل صورة غزة بكل صدق وإن لم تكن كاملة التفاصيل؛ فغدت غزة عنوان للحياة والموت في جميع الحروب التي شنت عليها، ولسان حال الشاعر يجسد تلك الصورة فيقول “محمود درويش”:

إن سألوك عن غزة قل لهم بها شهيد، يسعفه شهيد ويصوره شهيد ويودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد.

فغزة في كفاحها للتخلص من براثن المحتل الصهيوني، إنما تخط لأمتها طريق النصر، وتذود عنها في الدفاع عن المقدسات والعقيدة، وتسطر أروع الملاحم عنونتها باسمها وحدها؛ لأنها تضاهي تاريخ أمة، وعلى ذلك أنشد الشاعر بالقول:

ليست غزة من أجمل المدن

ليس شاطئها أشد زرقة من شواطئ المدن العربية

وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض

وليست غزة أغنى المدن

وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن

لكنها تعادل تاريخ أمة

وإذا تحدث المرء عن غزة، ينساب فيح العبارات المعبرة التي تترجم المعاني الجميلة التي تتوغل في كل بقعة من أرض غزة، وفي كل نفس فيها صغيرها وكبيرها رجالها ونسائها، فالصمود والإصرار لانتزاع حريتهم مهما كان الثمن من تضحيات، أصبح رمزاً للعزة والكرامة والإباء، فهم يقاومون بعزيمة كعزيمة الجبال قهراً للعدو، يتعلم منهم الشعوب والأمم معنى أن تقاوم من أجل الوطن، وفي ذلك يعبر الشاعر عن عزيمة غزة أجمل تعبير حين يقول:

رأيت في عيون أطفالها

ابتسامة

رغم علو طائرات الغدر فوق

الهامة

رأيت الكرامة

على جباه أهلها

مزينة كالشامة

وعلى ثغورها رأيت الأحرار يتسامرون

يتسابقون

لصد من عداها

وللصمود في عيون أهلها حكاية

عجزت عن

تفسيرها عقول الغاصبين

فكل شيء هنا في غزة يقاوم

يأبى الذل والهوان

وترى حقيقة الحياة فيها

رغم الوجع والأنين

هب أن غزة لم تكن موجودة على كوكب الأرض، هل سيروق لنا العيش! ممن سنتعلم العزة والكرامة والصمود؟! من سيعلمنا الصبر على المحن؟! من سيوجه بوصلتنا إلى وجهتها الصحيحة؟! من أين نستقي جمال الحياة بكل مآسيها؟! غزة جميلة تغنى بجمالها الشعر، من ألم ومعاناة وموت وجرح، وما استوطن فيها من حزيئات الحياة بأيامها وفصولها وعفويتها وبساطة ساكنيها، وقلما نجد الجمال يتجمع في مكان لكنه تجمع في غزة وحدها، فهي فريدة في كل شيء. وهاك ما قاله الشاعر عن بهاء وبريق غزة، فهي حتماً قصة تفوق تصور الخيال مروية على كل شفاة:

وما بكل ليل يطول هناك فجر

مكلل بالضياء

فهذا بحر غزة

تعود زرقته رغم الدماء

وهذا شاطئ غزة صامداً

أمام الرياح الهوجاء

صامداً

وهذا تراب غزة

مجبولاً بتراب الجنة

فيأيها الناظر

من بعيد

هنيئاً لعينيك التي ترسم

في داخلها صورة غزة

حكاية غزة لا تنتهي

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights