سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

أخشى أن يكون جواد صادقاً ..

ناصر بن خميس الربيعي

في هذه الليلة التي لا أستطيع وصف ملامحها، إلا أنها تشبه حالنا -نحن المسلمين- تقودنا الأمم إلى مصير مجهول، بل تقودنا إلى الموت، أتذكر صديقاً عزيزاً يدعى جواد.

جواد، كان المرشد السياحيّ الذي سخّر نفسه ليُعرّفنا على ملامح بلاده التي خرجت من مستنقع الحرب بين الحق والباطل، لقد كان هذا الرجل مخلصاً في أداء عمله، متفانياً في نشر تاريخه العريق، إلا أنه كثيراً ما كان يتذمر من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه مواطنوه؛ حيث فقدوا هويتهم الإسلامية، والتي تميزت بها دولتهم قديماً.

لم أتعجب من تذمُّر الرجل، فالحقيقة أن الأمر يدعو للتأمل أكثر من التذمر بالنسبة لي، فكيف لدولة يشكل المسلمون الغالبية العظمى من سكانها، ومساجدها خاوية على عروشها، ونساءها شبه عاريات في الطرقات.

أذكر أنني بادرته بسؤال:
ماذا تعرفون عن الإسلام؟ فأذهلتني إجابته، حيث قال: لقد كانت مساجدنا عامرة بالذِّكر، ونساؤنا لا يُرى منهنّ إلا العيون.
ولكن هذا ما صنعته الثقافة الغربية بنا، فأصبحنا كما ترى اليوم، القيَم الإسلامية والمساجد تراث يُذكّرنا بالماضي لا غير، أتعلم يا ناصر: أنتم لستم ببعيد عن المصير الذي لقيناه، وأنا على يقين أنكم تسيرون على نفس الطريق الذي سرنا عليه.

ما تزال كلماته هذه تخيفني عندما أرى الباطل يسود السواد الأعظم من الناس، والحق يقف عاجزاً عن دفع الضرر عن نفسه، ويتعاظم هذا الشعور عندما أرى الناس يأكلون بعضهم بعضاً غير آبهين بالقيَم الإنسانية التي غرسها ديننا الحنيف، نسأل الله أن يبعث فينا الحَميّة على قيَمنا الإسلامية الإنسانية، ويعيننا على بعثها للناس كافة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights