سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

أصحاب الهمة في القمة.. اللقاء الأول لرواد الحركة الكشفية بالسلطنة في الجبل الأخضر 22 / 7 /2024م

علي بن مبارك اليعربي

منذ حصول روّاد الحركة الكشفية والإرشادية بالسلطنة على عضوية الاتحاد العربي لروّاد الكشّافة والمرشدات، دأبت لجنة رواد الحركة الكشفية والإرشادية في سلطنة عُمان بتنظيم جملة من الفعاليات والبرامج والأنشطة لروّاد كشافة ومرشدات بسلطنة عُمان على جميع المستويات المحلية والخليجية والعربية والعالمية، وكأنهم كانوا ينتظرون من يحفزهم، أو أنهم كانوا متعطشين للرجوع إلى ماضي كشفيتهم التليد، كما أن المديرية العامة للكشافة والمرشدات بالسلطنة استشعرت أهمية وجود مثل هذه القامات من رواد ورائدات الحركة الكشفية والإرشادية بالسلطنة، فسلكت طريق الانضمام للاتحاد العربي للرواد للوصول إليهم لأنها تعلم تماماً حجم ومستوى الطاقات الكامنة في نفوسهم رغم تقدمهم في العمر. فهممهم العالية لم ولن تتأثر لأنهم يعلمون حقاً أن العمر ليس إلا مجرد رقم، وأعمارنا الحقيقية لا تحددها أوراق الرّزنامة، ولا وثائق الولادة والوفاة، وإنما يحددها كيف عشنا، وماذا قدّمنا؟
فالأشجار بثمارها لا بضخامة جذوعها، والغيوم بأمطارها وظلالها لا بمدة تسكعها في الفضاء، فأعمارنا الحقيقية لا تُقاس بعدد الأيام بل بحجم التجارب والمشاعر.
بهكذا فكرة جُبل عليها رواد الحركة الكشفية في العالم العربي عامة وبالسلطنة خاصة، فهم من الرعيل الأول، جيل لم يتدخل فيه العالم الافتراضي كما هو حال جيل اليوم المظلوم. فالريادة الكشفية أيقظت فيهم الهمة والعزيمة والحنين إلى الماضي التليد. فأيقنوا أنهم اليوم في حاضر وليد عليهم أن يكونوا أربابه، وأن مسؤوليتهم لا تقلّ عمّن في معتركه إذا لم تكن أكثر، وذلك بالنمذجة ونقل الخبرات وترسيخ مبادئ وقيَم المجتمع والمواطنة من خلال ما تطبقه الحركة الكشفية والإرشادية من قيم ومبادئ كشفية، وتزويد أبنائهم في الحركة بكل ما تعلموه ومارسوه في مشوارهم الكشفي منذ نعومة أظفارهم حتى يومهم هذا.
لذا كانت وما زالت انطلاقتهم تخبرك عن عزيمتهم وهممهم العالية التي تطاول الجبال وتناطح السحاب، فها هم اليوم في أعلى قمة في عُمان إن لم يكن في العالم العربي برمته، فلقاؤهم الأول في الجبل الأخضر إنما هو تأكيد على رغبتهم في مواصلة تنفيذ البرامج الكشفية والإرشادية المختلفة، متخطين بذلك حاجز مرحلتهم العمرية، ومؤكدين على أنها فعلاً مجرد أرقام يسهل كسرها بالعزيمة والإصرار بمنهجية كايزن (فلسفة واستراتيجية التحسين المستمر) من أجل أن تحقق التطوير المنشود، فتزداد نجاحاً وتكتسب الميزة التنافسية، ستجد أن منهجية كايزن مناسبة لرواد الحركة الكشفية في الوطن العربي، إذ أن الرغبة في تعزيز نسبة الدعم المادي والمعنوي، ونيل ثقة وولاء الهيئات والمنظمات واللجان القائمة على العمل الكشفي والإرشادي في بلداننا العربية وهي من بين الأهداف الأساسية التي يجب أن نسعى إلى تحقيقها ولن تتحقق هذه الأهداف إلا من خلال تبنّي منهجيات واستراتيجيات قائمة على تنويع الأنشطة، والعمل على تطويرها بما يتناسب مع توجهات كل الفئات المنتسبة للحركة، لتمكين الرواد من القيام بدورهم الفاعل تجاه المجتمع.
لذلك، انطلق يوم الإثنين الموافق الثاني والعشرين من يوليو الجاري اللقاء الأول لرواد الحركة الكشفية والإرشادية بالسلطنة والذي سيستمر حتى اليوم الرابع والعشرين من يوليو لعام 2024م، ومع بداية العام الهجري الجديد 1446ه‍ على سفوح الجبل الأخضر لذلك أقول: أصحاب الهمة في القمة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights