مقال : هواتفنا سلبت منا الحشمة
حمود بن علي الحاتمي
كنت أستمع لخطبة العيد في مصلى العيد بمنطقة عيني بولاية الرستاق والخطيب أحمد الرمحي يتحدث عن وسائل التواصل الاجتماعي مبيننا خطورتها ويحث على استخدامها بما ينفع الناس ومحذرا من استخدامها فيما يغضب الله وبما ينهك حركات الناس وخصوصياتهم .وما إن عدنا من المصلى حتى تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي بنقل صور رائعة من مختلف محافظات السلطنة حول الاحتفال بالعيد وما تتميز به كل محافظة وولاية من عادات وتقاليد فضلا عن صور المغردين وهم يتجمعون مع أسرهم في قراهم المختلفة مظهرين الفرحة والبهجة وهو أمر محمود ونحمد الله على هذه النعمة
وصار العالم يتابع باهتمام احتفالات السلطنة بالعيد ويرقب الفعاليات المختلفة ومنها العيود والفنون الشعبية واللباس العماني والاكلات العمانية مثل المقلي والمشاكيك والشواء والحلوى العمانية وحرصت بعض الأسر الخليجية الحضور ومتابعة الفعاليات عن قرب وتعيش الحدث .
غير أن هناك عادة دخيلة على مجتمعنا العماني وهي قيام بعض المغردات في التسابق المحموم من أجل إظهار ما استطعن ابرازه من مفاتن أجسامهن كإظهار تسريحات الشعر واليدين إلى الكوع بنقوش الحنا والارجل والملابس في مشهد غابت فيه الحشمة وانتهكت فيها حرمات البيوت كما تحدث عنها الخطيب أحمد الرمحي وكأنه خطيب قرأ ما يحدث من سلوكيات مرفوضة وليست من أخلاق الامهات .
عفوا أيها المغردة حينما تعرضين مفاتن جسدك كمن يقدم طعام مكشوف تحط عليه الذباب ولا يقبل عليه أحد بل يتجنبون أكله مخافة الامراض .
ماذا ستجنين من هذا الفعل سوى تعليقات إعجاب زائفة وكلمات غزل كاذبة والعمل على الوصول إليك والتواصل معك .
لكن في المقابل خسرت حشمتك وسمعتك وأعظم شيء غضب الله تعالى عليك .
إني لأعجب من زوج يشجع زوجته وأب يشجع إبنته على التبرج ونشر صورها في التواصل الاجتماعي.
أين الغيرة ؟!!أين النخوة !!
أين ذهبت روحانيات رمضان وأعماله؟؟ أين ذهبت وصايا رسولنا الكريم ؟؟ أين ذهبت آيات القرآن الكريم التي تتلى كل يوم في رمضان ؟؟.
هل هناك خلل في ترسيخ القيم في مناهجنا الدراسية ؟؟
لماذا تمكن منا الهاتف وسلب منا أخلاقنا وشرفنا .
لماذا فقدنا القدرة على إدارة بيوتنا وفلتت منا لتخرج بهذه الصورة، بل والمصيبة العظمى بعض من يحملن الشهادات العليا (الدكتوراه )ويفترض بهن أن يكن القدوة لبنات جنسهن صرن يتسابقن على إظهار المفاتن.
فغابت القدوة وصارت الشهادة منزوعة القيم المثلى جسد بلا روح.
أختاه صورك بوسائل التواصل الاجتماعي لن يجلب لك المجد،
وأنت أيها الزوج والاخ والأب حينما يتعري بيتك هذا لا يعد تمدناً ولا تحضراً بل رجعية جاهلية لا أكثر.
رعى الله تلك البنات العفيفات المخلصات لوطنهن ويظهرن عمانيتهن بعلمهن وأخلاقهن وهن متواجدات بالتواصل الاجتماعي تواجد ملتزم وتواجد يضيف للآخر الكلمة الطيبة والمحفزة ، وإظهار الأعمال والريادة في العمل الوطني فهؤلاء هن القدوة لبناتنا، أما أنتن فلا شيء سوى جسد بلا روح .