التطور التكنولوجي
عبدالعزيز بن يوسف البلوشي
عشائر جوالة، وجوالات نادي الشباب الرياضي الثقافي
هل تخيلت يوماً بأن العالم سيكون قرية صغيرة بسبب التكنولوجيا؟ فالتكنولوجيا تلعب دوراً حيوياً في حياة الإنسان، التكنولوجيا المتقدمة تشير إلى استخدام الأساليب والأدوات والأنظمة الحديثة والمتطورة في مجالات مثل الهندسة والعلوم والصناعة لتحقيق التقدم وتطوير المنتجات والخدمات.
تشمل التكنولوجيا المتقدمة مجموعة واسعة من التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والحوسبة السحابية، والإنترنت من الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات، والنانوتكنولوجي، والحوسبة الكمومية.
تلعب هذه التكنولوجيات دوراً مهماً في تغيير وتحسين العديد من جوانب الحياة اليومية، بما في ذلك الرعاية الصحية، والتعليم، والاتصالات، والصناعة، والبيئة، وغيرها.
هناك عدة تحديات قد تواجه الشباب في التطور التكنولوجي، منها:
١- الإدمان التكنولوجيّ:
قد يتعرض الشباب للإدمان على الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعيّ، مما يؤثر على وقتهم وتركيزهم في الأنشطة الأخرى مثل الدراسة أو التفاعل الاجتماعيّ الحقيقيّ، على سبيل المثال:
– قد يكون الانغماس المفرط في وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك أو إنستغرام، حيث يقضون ساعات طويلة يومياً في تصفّح الصور والمنشورات والتفاعل معها بشكل مستمر. يمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى انعزالهم عن العالم الواقعي، وتقليل نومهم ووقتهم الذي يقضونه في الأنشطة الخارجية، وربما يؤثر على صحتهم العقلية والعاطفية بشكل سلبي
٢- الأمان الرقمي: قد يتعرض الشباب لمخاطر الأمان الرقميّ، مثل التنمر الإلكتروني، والمحتوى الضار، والاحتيال عبر الإنترنت، مما يستدعي تعليمهم كيفية الوقاية والاستجابة السليمة لهذه التهديدات، ومن التحديات الأمنية الرقمية التي يواجهها الشباب: التعرض للتنمر الإلكتروني. يمكن أن يتعرض الشباب للتنمر عبر الإنترنت من قِبل أقرانهم أو أشخاص آخرين، سواء عبر الرسائل النصية، أو المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى الصور ومقاطع الفيديو المسيئة. يمكن أن يؤدي هذا إلى آثار سلبية على صحة الشباب العقلية والعاطفية، وقد يتسبب في تدهور العلاقات الاجتماعية وتأثير سلبي على أدائهم الأكاديمي والمهني.
٣- نقص المهارات الاجتماعية: قد يؤدي الاعتماد المفرط على التكنولوجيا إلى نقص مهارات التواصل الاجتماعي الحقيقي، والقدرة على بناء علاقات صحية ومتواصلة في الحياة الواقعية، نتيجة للاعتماد المفرط على التكنولوجيا، على سبيل المثال: قد يجد الشباب صعوبة في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بشكل فعّال عندما يكونون وجهاً لوجه مع الآخرين، وذلك لأنهم قد اعتادوا على التواصل من خلال الرسائل النصية أو وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكنهم التفكير والتحضير قبل إرسال الرسالة.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الشباب أقل قدرة على فهم لغة الجسد والتعبيرات الوجهية والإشارات غير اللفظية، مما يؤثر على قدرتهم على التواصل بفعالية في المواقف الاجتماعية.
هذا قد يؤدي في النهاية إلى شعور بالعزلة أو الغربة في المجتمع الحقيقي، وتقليل فرص التواصل الاجتماعي الفعّال. وهنالك تحديات أخرى قد تشمل القلق الصحي والعقلي بسبب الاستخدام المفرط للتكنولوجيا، وضغوط الأداء الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثير التكنولوجيا على النوم والتركيز.
هنا بعض الحلول لمشاكل التطور التكنولوجي التي قد تواجه فئة الشباب:
1. التوعية والتثقيف: تقديم برامج توعية وتثقيفية للشباب حول الاستخدام السليم للتكنولوجيا ومخاطرها، بما في ذلك التوعية بأمان الإنترنت والتحديات الاجتماعية والصحية المحتملة.
2. الحدود والتوازن: تشجيع الشباب على وضع حدود لاستخدام التكنولوجيا وتحديد وقت محدد للتفاعل الاجتماعي الحقيقي والنشاطات الخارجية.
3. التفاعل الاجتماعي الواقعي: تشجيع الشباب على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية الواقعية مثل الرياضة، والعروض الفنية، والأنشطة التطوعية، لتطوير مهارات التواصل وبناء العلاقات الاجتماعية الصحية.
4. تعزيز المهارات الحياتية: توفير الفرص للشباب لتعلم مهارات إدارة الوقت، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات الصحيحة، وذلك لمواجهة التحديات التي قد تنشأ نتيجة للاعتماد على التكنولوجيا.
5. الدعم النفسي والاجتماعي: توفير بيئة داعمة وفضاء آمن للشباب للتحدث عن تجاربهم ومشاكلهم المتعلقة بالتكنولوجيا، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم عند الحاجة.
ما فائدة التطور التكنولوجي في الحركة الكشفية؟
التطور التكنولوجي يمكن أن يكون له عدة فوائد في سياق الحركة الكشفية، منها:
1. تحسين التواصل والتنسيق: استخدام التكنولوجيا يمكن أن يساعد في تنظيم الفعاليات الكشفية، توفير قنوات للتواصل الفعال بين القادة والأعضاء، وتحسين التنسيق بين مختلف الفرق والمجموعات.
2. تعلم وتطوير المهارات: يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيز تجارب التعلم العملي للكشافة، مثل استخدام التطبيقات التعليمية، والألعاب التفاعلية، والمحاكاة الافتراضية لتعلم مهارات جديدة وتطويرها.
3. إدارة البيانات والمعلومات: يمكن استخدام التكنولوجيا لإدارة البيانات والمعلومات المتعلقة بالأعضاء، والفعاليات، والمشاريع الكشفية، وتحليل البيانات ودراستها مما يسهّل عملية التخطيط والتقييم واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
4. تعزيز الأمان والسلامة: استخدام التكنولوجيا يمكن أن يساعد في تعزيز الأمان والسلامة في النشاطات الكشفية، من خلال استخدام أنظمة الملاحة والتتبُّع، وتوفير وسائل الاتصال الطارئة.
5. الابتكار والإبداع: يمكن للتكنولوجيا أن تلهم الكشّافة على ابتكار وتطوير حلول جديدة للتحديات التي تواجههم، سواء في الأنشطة الميدانية أو في تطوير المشاريع المجتمعية.
بشكل عام، يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة قوية لدعم وتعزيز أهداف وقيَم الحركة الكشفية من خلال تحسين الاتصال والتنظيم والتعلم، وتحليل البيانات وتعزيز التجربة الشخصية والمجتمعية لأعضائها.