خميس البلوشي
في قلب شبه الجزيرة العربية، حيث يمتد التاريخ والجغرافيا كصفحات مفتوحة من كتاب الزمن، تبرز سلطنة عُمان كمثال فريد على الترابط والتماسك بين أطياف المجتمع المختلفة. تتجلى هذه الوحدة في كافة مناحي الحياة العُمانية، حيث يشكل المجتمع العُماني نسيجًا متماسكًا لا تمزقه الرياح، متينًا وقويًا بقيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم.
ويعتمد النسيج الاجتماعي العُماني على مجموعة من القيم والمبادئ الراسخة التي توارثتها الأجيال عبر الزمن. فالعائلة العُمانية تعتبر اللبنة الأساسية للمجتمع، حيث يتجلى الترابط العائلي في المناسبات الاجتماعية والدينية التي تجمع الناس معًا في جو من المحبة والتآزر. وتعمل الحكومة العُمانية على دعم هذه القيم من خلال سياسات تشجع على الوحدة والتضامن بين مختلف فئات المجتمع.
ويتميز كذلك المجتمع العُماني بتنوعه الفكري والثقافي، حيث تتعايش مختلف الرؤى والأفكار في انسجام وتوافق. لقد شكلت عُمان عبر التاريخ ملتقى للثقافات والحضارات؛ مما أثرى التنوع الفكري والثقافي للمجتمع العُماني. هذا التنوع يعزز من قدرة المجتمع على الابتكار والإبداع، ويجعله قادرًا على التكيف مع التحديات المختلفة بروح منفتحة ومستعدة للتغيير.
فيشكل الدين جزءًا لا يتجزأ من حياة العُمانيين، ويعتبر ركيزة أساسية في بناء النسيج الاجتماعي المتماسك. حيث يتمتع المجتمع العُماني بتسامح ديني فريد، فيتعايش المسلمون من مختلف المذاهب بسلام ووئام، جنبًا إلى جنب مع الأقليات الدينية الأخرى. وتسهم هذه الروح التعايشية في تعزيز الوحدة والتماسك بين أفراد المجتمع، وتؤكد على القيم الإنسانية المشتركة التي تجمعهم.
وتحت قيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، والتي سارت وفق النهج السامي للمغفور له بإذن الله تعالى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، فنجحت سلطنة عُمان في تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي. حيث ركزت سياسة السلطان المفدى على تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية؛ مما أسهم في تحقيق الاستقرار والرخاء للمجتمع العُماني. كما تعمل القيادة الحكيمة على تعزيز الروابط بين مختلف أطياف المجتمع من خلال سياسات شاملة تضمن مشاركة الجميع في مسيرة التنمية والبناء.
إن النسيج المتماسك للمجتمع العُماني هو مصدر قوته وصموده أمام التحديات. بقيادة صاحب الجلالة السلطان المعظم، ويواصل المجتمع العُماني السير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق، حيث تبقى الوحدة والتضامن القيم التي تحميه من رياح التفرقة والتشتت. إن هذا الترابط الفريد بين الأطياف المختلفة للمجتمع العُماني هو ما يجعل من عُمان نموذجًا يُحتذى به في التماسك والوحدة، ويؤكد على أن النسيج المتماسك لا تمزقه الرياح.
