حاوره/محمود الخصيبي
عندما أرى طفلاً صغيراً قد حفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم، يتجدد في نفسي الإيمان بعظمة هذا الدين وجمال كلمات الله. إنها رؤية تملؤني بالإلهام والدهشة، فكيف يمكن لطفلٍ في مرحلة صغيرة من عمره أن يحفظ تلك الآيات العظيمة بكل سهولة وأن ينطق بها بكل تأدب؟ هل هناك شيء أجمل من سماع تلاوة طفل، تنبض بالبراءة والخشوع، يحمل في قلبه كنزاً عظيماً من كلام الله؟
في كل مرة يتلو فيها ابراهيم بن هود المحروقي أيات الله، يبث في قلبه شغف للتعلم والاقتداء، لأنه ببساطته وسهولته يجسد الجهد الذي بذله ليحفظ كل تلك الآيات ويذكرني ابراهيم دائماً بأن الإيمان لا يعرف عمراً، بل يعرف قلباً صافياً وإرادة قوية، وأن الحفظ والتلاوة ليست مجرد أداء، بل هي تعبير عن الولاء والحب لله.
ويضيف ابراهيم :في أعماقي تتفتح زهور الإيمان والتسامح، لأنني لست مجرد طفل يحفظ جزءًا من القرآن الكريم، بل أنا حامل لرسالة سامية تستنير بها حياتي. أشعر بالفخر والسعادة بأن التقيت بكلمات الله التي تروي قلبي وتنير عقلي. إنها ليست مجرد كلمات، بل هي مصدر قوتي ودعامة إيماني. أعير سمعي وقلبي للقرآن لأنه النبراس الذي يضيء خطى دربي، والأمان الذي ألجأ إليه في كل لحظة. أعشق كل حرف وكل نغمة في هذا الكتاب السماوي، لأنها تجسد لي صورة التسامح والرحمة والحكمة. فأنا الطفل الذي يهتف بكل فخر وعزة: أنا ابن القرآن، وهذا اللقب الذي يحمله قلبي يمنحني قوة لأواجه تحديات الحياة وأقف بكل ثبات أمام الصعاب. لا أحمل فقط كلمات الله في ذهني