الجمعة: 11 أبريل 2025م - العدد رقم 2517
Adsense
مقالات صحفية

رَســائـِـل فُـــؤَاد_ ج٧_ حَـياتِـك قُدْها بنَـفسِك

فؤاد البوسعيدي

*ابحث عن سعادتك عن فرحك في كل مكان لك فيه وبه شبرُ قدم، لا تحبط نفسك في الاعتقاد أنّ فرحك –فقط- موجود في شيء وحيد إن فقدته أو ذهب عنك؛ بتّ كمن لن يعيش أفراحاً بعدها.

*اصنع الودّ مع غيرك، ولكن لا تظنّ أنك ستجد لنفسك نفس قدر الوداد الذي بادلته أو قاسمته غيرك، عليك أن تحافظ على مبادئك التي تؤمن بها، وعلى خصالك الحميدة التي تعوّدت أن تتعامل بها مع غيرك من النّاس، عند قيامك بصناعة السّعادة للآخرين عليك أن تقوم بها، وكأنّك تريدها لنفسك، بل وكأنك تريد أن ترى السعادة، وهي في أجمل صورة ينبغي لها أن تظهر عليك، تعلّم ألّا تفعل ولا تصنع الإحسان للآخرين؛ ومن ثمّ تنتظر منهم أن يقابلوا إحسانك لهم بالمثل، أو أن يصنعوا لك مثلما صنعته لهم، أو حتى شيئاً قد يشابهه، يجب عليك ألا تنتظر من غيرك أن يصنع لك نفْس ما فعلت له من أمور حسنةٍ ورائعة، لا ترهق نفسك وأنت تنتظر الخير من ذاك الذي قدمت من أجله الكثير؛ ليرتقي ويهنأ في حياته، اصنع من الحسنات والخيرات بقدرِ ما تستطيع، ولكن لا تنتظر أن يكون لك نفس ما كنت تتوقه وتتمناه لغيرك، فما كلّ شخص في هذه الحياة يملك ما تملكه من هبة وقدرة أو مُلْـكَةٍ توجّهه إلى ذات الطريق الذي بتّ تعلمه وتعرفه وتعبره، وأنت تصنع ألوان السّعادة لغيرك؟

*بعض الأمور يصعب معرفة حقيقتها حتى وإن نظرت إليها، أو حتى إن قمت بمراجعتها عن كثب، بعض الأمور شبيهة ببعض الصّور والمشاهد الجميلة التي تشاهدها للشمس وأشعتها؛ حيث يغلبك ويصعب عليك معرفة إن كانت أهي لشروق الشمس أم هي لحظات غروبها؟

بعض الأمور لا يمكن تفسيرها، أو يصعب تفسيرها؛ حتى لا يساء فهمها وبعضها الآخر عند تفسيرها؛ قد يسبب أمورا قد لا نريدها، فيفضل عدم تفسيرها؛ لتبقى الأمور عادلة وبسيطة دون أن يصيبنا ما يسوؤنا…، أحياناً عليك ألّا تقوم بالبحث عن تفسير لكلّ ما تشاهده أو ما تسمعه، فما كلّ ما قد تسمعه أو ستبصره سيعجبك وسيروق لك، وما كلّ إيضاح من جانبك للأمور سيُسِرّ من يطلب منك التفسير، كن حذقاً وفطِناً في أقوالك وأفعالك، فبعض الناس الذي ستقابله قد يأخذ النّصف فقط من قولك أو فعلك، فيصنع من ذلك دائرة وسيعة تبعده عمّا كنت تعنيه من قولٍ أو فعلٍ.، كن شخصاً وسطياً غير متسرّعٍ في الحكم على أفعال النّاس وأقوالهم؛ كي لا تؤذي علاقاتك مع الآخرين.

*ما يتعلّق بك مباشرة، ويؤثر فيك -ربّما- جسدياً ومادياً، وكلّ ما قد تفعله أمور خاصة بك فقط، لتكن أنت القائد الذي يتحمل نتائج ما سيحدث جراء أيّ قرارات أكانت إيجابية تفرحك أم سلبية تسيئك؟ لتكن أنت بعد كلّ ما ستقوله، أو ستفعله المسؤول الوحيد عن تبعات ذلك، ولن يكون من الحكمة أن يحاسب غيرك عن أيّة عواقب ستحدث إن كانت أضرارها ستؤثر فيك جسدياً أو مادياً أو معنوياً، ما سيقع من نتائج لا تروق لك، ولا تحبّها؛ سيكون تأثيرها الأكبر فيك أنت وحدك فقط، ولن تؤثر في الآخرين بطريقة ظاهرة ومباشرة، وأمّا إن كانت فوائد ونواتج رائعة؛ فهي مهما كانت فسوف تكون إنجازات ومكاسب ونجاحات لوحدك أنت فقط.

*بوصفك فردا في المجتمع يجب أن تعلم جيّداً أنّ بعض الأمور في هذه الحياة مهما كانت في منظورها؛ لا يجب عليك أن تقوم بإجبار الآخرين على اتّباعها والقيام بها والإقتناع بها، لا تملك حقّا في إجبار الآخرين على اعتناق مبادئك، حتى وإن كانت صائبة، أو هي السائدة في الكيان الذي تعيش فيه، بعض الأمور تكون اختيارية، ولا يمكن غصب الآخرين وإرهابهم بفعلها فقط من أجل إرضاء أهوائنا، وربما من أجل صقل، وإنما أنانيتنا الداخلية التي تجعلنا أحياناً نمنع البقية عن فعل ما يريدون.

بالمختصر.. يمكنك أن تستمع وتأخذ مشورة هذا وذاك، ولكن في انتظار مُحصّلة ظهور ما تريد، يجب عليك أن تكون مسؤولاً عن اختياراتك ومسارات حياتك الخاصة دون أن تحمّل غيرك تبعات ما تختار.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights