رَسَائِلي المُخَبَّأةُ
أزهار بنت سليمان الضويانية
أبُثُ رِسَالْتي الأُولْى إليكِ
مع حُبٍ لِرَائِحةِ قَهْوتُكِ
الْتِي كِانْت كَما لو أنّها رداءٍ في ليلةٍ بَارِدَّة
ولا أنْكُر بأنَنِي كُنْتُ أغَارُ مِنْ بُخارِ القّهوةِ
الذي يَتكاثَفُ على خَديكِ
فمْا زالَتْ قَهوتُكِ أيْقُونَة صَبّاحِي
وسَيدةُ دِفئِي
أمْا بَعْد :
*رفقاً أيْا ذاتِ الخِمارُ الأَسْوَدُ
فَلقْد حَكّىٰ الناظرين بِلْونِكِ
أيْا مَنْ كُنتِ سَيدةَ الحضُورِ
فَلقْد تَغّزَلَ بِكِ أبُو نَواس قْائِلاً
” يا خَاطِبْ القَهوة الصّهباءِ، يَا مَهُرها بالرطّلِ يأخذ منها مِلأَه ذهباً”.
*أتَعلْمينَ أنكِ شيءٌ يستدعي التّدَبرُ؟
أيُعقْلُ أنْ يَضيقَ العَالمُ لِبُعدكِ ويَتسعُ كُلمْا إقتَربتِي
فكَيْفَ جَمعتِي بَينْ الفلْسَفةِ والفَلكِ والشُعُورِ!
*أخيراً
فْلقَد أخلصتُ دائماً في حُبَكِ
فهَلْ لِي بِرائِحةٍ مِنْكِ
أُخبِأُها لأيَامِي القّادِمةُ؟
وهَلْ لِي بِقُبلةٌ تُنْطقُني بَعْدَ سِكُوتِي؟.