أيّ عيدٍ سيأتي دون أمي؟

شريفة بنت راشد القطيطية
أنا هنا ..
ولا أستطيع التوقف عن احتضاري ..
وكل نهاري
يقطف أزهاراً لم تعد تثمر
ويغدق حُلماً بأسفاري
وليل عقيم
يمشي خفية على الجدران
وينمو آخر الليل بأفكاري
آهتان ..
وسطر من وجعي
وبعض تذمّر ..
وخليط من أفكاري .. وناري
وبعض توقّد
وليل هادئ في النهاية
ومعاركه .. خليط من أسراري
هنا كانت أمي
تطمئنّ على انتظاري
وكانت على نبض الأسلاك تعرف أخباري
وكان نبضها أبيض
كياسمين البيت
وكانت بين الحضور
تخبئ لي شيئاً في قبضة يدها
وتقول: هذا لكِ
خذيه كي لا تكشفي ادّخاري
هناك كانت تجلس أمي ..
بانتظار العيد
وتأتي بالسموّ .. على أنه جديد
وكلّ واحد منّا ..
لديه المزيد
وأنا البعيدة أقدم اعتذاري
أمي على هيئة الروح
وباقي الجسد يعد احتضاري ..
أيّ عيد سيأتي دون أمي
وأيّ شمس ..
ستعدّ إفطار الصباح
وأيّ ليل سيغنّي دون مصباح
وأنتِ رحلتِ لغير دارٍ
ملابس العيد تبكي
في خزانة حزينة
وزهو البيت يحتضر
والسقف بليد والجدار
وأصابع أمي في كل ركن
وعطرها ..
وساعة يدها ..
وخاتمها ..
وشالها الأخضر
وابتسامتها التي تطفئ ناري
أيّ عيدٍ دون أمي
وأيّ زهوٍ .. وأي لون ..
وأيّ تهنئة ..وأيّ حوارِ
كانت على هيئة العيد تبتسم
وأول الصباح .. عينها شمسي
وسلامها صحوة
وردها افتخاري
سلامٌ على روحكِ أمي
كصلاتكِ .. كدعائكِ
كليلة القدر ..
هادئة مستبشرة
عظيمة روحك كلما ..
عطرت ذكراك أذكاري
عظّم الله أجركِ يا نفسي
أينما تلوذ بي الأفكار