انتشار ظاهرة بيع مياه الشرب في الطرقات العامة
درويش بن سالم الكيومي
إن ظاهرة بيع مياه الشرب في الطرقات العامة والطرق الفرعية ما هي إلا ظاهرة للتسول، استبدل الطلب بالعرض، من أجل استعطاف المارّة ولفت الانتباه، وخاصة عندما يكون الموقع بالقرب من الطريق، والبائعة هي بنت معها طفل أو طفلة صغيرة من جنسية عربية، وكمية المياه وضعت منذ الصباح تحت أشعة الشمس الحارقة، ورغم وقوف أصحاب المركبات والتحدث مع البائعة إلا أن كمية المياه لا تنقص أبداً، فبدل الشراء تُقدّم لها مساعدة مالية لكونها تجلس تحت الشمس، أسلوب تستعطف به عامة الناس أصحاب القلوب الرحيمة التي لا تحتمل المشهد، وطبعاً هي لم تأتِ بنفسها إلى ذلك المكان ولديها عشرين صندوق من المياه، بل هناك أيادٍ عابثة هي من أتت بها من أجل جمع المال وليس البيع، وما شدني للكتابة في هذا الموضوع عندما شاهدتُ موقفاً في آخر النهار، تأتي تلك المركبة وينزل السائق بسرعة ليأخذ كمية المياه والبنت بعد يوم حافل بالتسول المريح، ويمر بمركبته على كل النقاط الفرعية، لأن فترة العمل انتهت، وصناديق المياه البلاستيكية كانت مكشوفة تحت أشعة الشمس الحارقة، وفي اليوم التاني تُنقل إلى موقع آخر وهكذا يتكرر المشهد في أغلب الطرقات العامة والفرعية.
وفي الحقيقة أتمنى أن يتدخل أحد المختصين من المختبرات المائية ليوضح للجمهور الكريم إذا ما كانت تلك المياه تصلح للشرب أم لا، وقد وُضعت مكشوفةً تحت أشعة الشمس، وفي فترة زمنية تصل إلى خمس ساعات. وما هي السلبيات التي يمكن أن تسببها للمستهلك في حالة الشرب؟
وما نلاحظه بأن هذه الظاهرة أصبحت تنتشر بسرعة فائقة من النساء والبنات والأطفال خلال فترة الصباح، أما فترة المساء فهي للتسول في الأماكن العامة والأسواق ومحطات الوقود، وعند مكائن البنوك، وهذه الظاهرة بحدّ ذاتها تسبّب القلق والخوف بسبب ظهور تلك البنات في أوقات متأخرة من الليل، والأب أو الزوج يجلس بكل برود داخل المنزل (المستأجر) وهو لا يعمل، وفي آخر الشهر يدفع الإيجار للمالك والذي أعتبره شريكاً في هذه الظاهرة، ولا أعتقد بأن المؤجر لا يعرف ولا يرى ما يحدث من تلك العائلة، ألا يشككنا هذا الموقف بأن هناك مآرب أخرى لا تُحمد عقباها في المستقبل؟ فالأمر واضح جداً، فنرجوا كل الرجاء من جهة الاختصاص التدخل بأسرع ما يمكن للقضاء على هذه الظاهرة الخطرة حتى لا يتفاقم الوضع إلى سلبيات أخرى بين الشباب، وأيضاً هناك من يقوم بتوزيع المهام، فأنا رأيت بنفسي تلك المركبة التي تنقل المياه من الموقع بإحدى المناطق بولاية السويق وبعيداً عن الأنظار، فنحن غيورون جداً على مجتمعنا العمانيّ، فلا بدّ أن نكون العين الساهرة الثانية مع إخواننا رجال شرطة عمان السلطانية للحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار وسلامة المواطن ومكتسبات هذا الوطن الغالي.