2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال : أطفالنا … ليسوا ملائكة فلننتبه

 

حمد بن سيف الحمراشدي

حينما يولد الإنسان يأتي إلى الدنيا وهذا الكون الفسيح لا يعلم منه شيئاً ولا يدرك أين ولد وكيف يأكل وكيف يشرب وكيف يكون يومه وغده ومستقبله.
فالله سبحانه وتعالى هيأ له ما قبل ولادته مكاناً آمناً في بطن أمه يعيش فيه مستقراً يتغذى ويتأخر بما يدور داخل بيته في بطن أمه وخارجه بفعل أو وضع نفسي للأم أو ما تشربه أو تقوله بانفعال أو ارتياح أو استماع.

وحينما يخرج لهذه الدنيا في أي بيئة وأي مكان يعيش بين أحضان والدته ووالده وتمر به الأيام حتى يكبر.
وهو طفل يحبو وهو يمشي وهو يكبر يأخذ والديه يلقنانه ما هم فيه من فواصل الحياة التي يعيشون بها وهو يكسب منهما كل صغيرة وكبيرة وبذلك يتشكل وفق معطيات ما وجد بين والديه وما حولهما من بيئة وحياة.
هنا يبرز فاصل مهم جدا وعلينا أن ندركه تماما ولا ريب أن يسعى البعض في تعلم ما يحتاجه الأب والأم لتربية الأطفال من مصادر الدين والعلوم الاجتماعية والتربوية وقليل من يسعى في ذلك وقليل من ينتبه لأهمية ذلك التعلم.

الطفل كائن يحتاج إلى الصبر في بناء فكره وتعليمه سلوكيات الحياة شيئاً فشيء وصناعة بناء الإنسان من أصعب الصناعات والبناء على الإطلاق ويمكن أن نبني مركبة بسهولة حيث نتعامل مع جماد ويمكن تغيره أو كسره أو إعادة تشكيله دون أن يكون هناك أي تأثير جانبي أو فكري أو شعور أو إحساس بخلاف بناء أو صناعة إنسان.

ما يشغلني كثيراً الأسلوب المتبع عند بعض الآباء والأمهات في كيفية التعامل مع الأطفال فأغلب ما يحدث عند البعض معاملة الطفل وكأنه من الملائكة نزل من بطن أمه وهو يعلم كل شيء ويفهم كل شيء ويدرك كل شيء ويمكن البعض يطلب منه فعل المستحيل.

البعض يعامل الطفل معاملة الإنسان البالغ أو الراشد ولا ينتبه لفاصلة أن إدراكه قليل ومعرفته وفق عمره ووفق ما تلقاه من تعليم وتوجيه وتربيه في مختلف فواصل الحياة.

والحقيقة أنه علينا أن نعلم والواقع الكل يعلم أن الأطفال ليس لهم القدرة على فعل وقول وتصرف الكبار ويحتاجون إلى البناء حتى يصل شاباً أو فتاة يستوعبون الحياة من خلال الصور التى يجمعها الفكر والعقل من حوله.

وحينما يخفق الطفل في تعامله مع أبويه أو مع من حوله يواجهه بالضرب حينا والاستهزاء حيناً والنبذ حيناً آخر ولا يراعى شعوره في ذلك الموقف وكان ينبغي منذ نعومة أظافر الطفل أن يلقن ما هو صحيح ويهتم بمراحل نموه كالشجرة المنتظر منها الثمر وتثمر خيراً كثير عند الاهتمام بها وتقل عند إهمالها.

ولهذا نقول علينا أن ننتبه فالأطفال ليسوا ملائكة مع وجود الوجه الآخر فهناك من يعامل أبناءه وهم في عمر أقل من ١٨ أو ١٧عام وكأنهم أطفال ولا يمنحهم الثقة ولا يصاحبهم ولا يمنح لهم الفرصة في التعبير والشعور بالمسؤولية .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights