سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

تكاتف البيت العُماني

عبدالله الغافري

الحمد لله رب العالمين، الذي جعل سلطنة عُمان من خيرة البلدان، والصلاة والسلام على من أثنى على أهل عُمان وعلى آله وصحبه الكرام.. وبعد؛

من نعم الله الكبيرة علينا أننا نحيا في بلد تميز برعاية الله تعالى له وبحفظه لأهله، فكان أهله سجايا على الخلق الدمث، فما أُثر عنهم إلا حسن المعشر وطيب المنطق وصفاء المحبة ووشاجة الصلات.
وعبر القرون الغابرة وعُمان تسجل المفاخر تلو المفاخر في مواجهة لجج الزمان، وتتحدي مصاعب الأزمان بما ينتهجه أهلها من الحكمة والتؤدة؛ مما يجعل كل تلك المدلهمات تذوب كما يذوب نحاسها ليكون مادة للحياة بعد أن كان مجرد فحم يختلط بصخر!

يقول أحد الشعراء:
كن لينا في الناس واحذر أن تكن.. فضاً غليظاً إنه لم يحسنِ

انظر إلى الأكحال وهي حجارة.. لانت فصار مقرها في الأعينِ

نعم هذا هو الخلق الحسن الذي يتوافق، والهدي الرباني، قال سبحانه: { فَبِمَا رَحۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِینَ }-
[آلِ عِمۡرَانَ: ١٥٩] وفي الحديث الذي رواه أبو داود، وأحمد، من حديث عائشة أم المؤمنين – رضي عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم”.
فهذه مرتبة رفيعة ودرجة سامقة تخلّق بها أهل عُمان الكرام؛ ولذلك ورد في الأثر (يكثر وراد حوضي يوم القيامة من أهل عمان!) لماذا يكثرون؟ لإيمانهم ولحسن خلقهم..!

وقد تجلت صورة التلاحم الكبيرة في كل الظروف القاسية التي تمر بها عُمان، خاصة في الأنواء المناخية وما ينتج عنها من حوادث مؤلمة كما حصل لأهلنا في الشرقية؛ فأبناؤنا الذين قضوا في سيول سمد الشأن الطيبة هم أبناء عُمان كلها، وكل بيت في عُمان عبر عن حزنه وأساه للمصاب الجلل. فنسأل الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة، وأن يربط على قلوب والديهم بالصبر والاحتساب، وأنه إذا عظم البلاء عظم الجزاء.

ولا ريب أن تفاعل القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله تعالى ورعاه أظهر وبكل وضوح أن القيادة العُمانية تمثل الأبوّة والرعاية لكل أسرة عمانية؛ فالبيت العُماني دائما بيت عز وشرف وكرم ورحمة، وتواصل وإخاء ومحبة، ووئام ورحمة وسلام.
فلتحيا عُمان بقيادتها وشعبها في عز ونماء واستقرار، وإن الله تعالى لن يخذل قوما تعاونوا على البر ونصروا الحق وأعانوا على نوائب الدهر ونصروا المظلوم. قال تعالى: {… فَٱللَّهُ خَیۡرٌ حَـٰفِظࣰاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ }-
[سُورَةُ يُوسُفَ: ٦٤]. والحمد لله رب العالمين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights