مقالات صحفية

ظاهرة السهر إلى الفجر وخطورتها

سالم بن سيف الصولي

مقالة أعجبتني، قرأتها في إحدى وسائل التواصل الإجتماعي، وهي مرعبة في نفس الوقت، لأن أغلبنا يفعل مثل هذه العادة الخطرة التي تهدد أغلب الدول العربية من كل اتجاه، وإليكم هذه المقالة التي ينبغي أن يقرأها شريحة كبيرة من الناس، ثم أرسلها إلى من تحب من أحبابك وأصحابك إن كنت فعلاً تحبهم.

حقيقة هذه المقالة للدكتور جاسر الحربش، طبيب استشاري تخرج من ألمانيا ١٨ /يناير عام٢٠٠٠م ​الذي يقول فيها:
“لا أعتقد أنه يوجد شعب آخر غير الشعب العربي لديه نفس القدرات على العبث بالوقت والصحة والمال وتضييعها على المتع التافهة، الأمثلة على المتع التافهة والضارة أيضاً كثيرة، وليس لها علاقة سلبية أو إيجابية بالأخلاق الحميدة، هي فقط ممارسات لا تضيف شيئاً مفيداً للعقل ولا للمهارات ولا لصحة النفس والبدن، السهر الطويل لربّات البيوت حتى ساعات الفجر، ثم الاستيقاظ مع صلاة الظهر، هذه واحدة من أهم الممارسات الشائعة للعبث بالوقت وهدر الصحة البدنية والنفسية، ومن بين كل عشر مراجعات للعيادات الطبية تشتكي سبع أو ثماني سيدات من عسر الهضم وحرقة المعدة وانتفاخ البطن والإجهاد السريع وضيق التنفس، عندما تسأل إحداهن عن برنامج حياتها اليوميّ ستكتشف أنها تسهر حتى ساعات الفجر أمام التلفزيون، ثم تنام حتى الظهر، لتستيقظ بمزاج البائس التعيس الذي لم يرَ نور الصباح ولم يستنشق هواءً نقياً منذ عدة أعوام، وبالفحص الطبي يتضح عند هذا النوع من ربات البيوت مجموعة من الأمراض الناتجة عن العبث بالوقت والحياة، ومنها عضلة المريء ترتخي مما يسبب الارتجاع الحمضي، والأمعاء تصبح طبلاً مليئاً بالغازات المتخمّرة من وجبة العشاء المتأخرة، والكبد غارقة في الدهون، فقر دمٍ رغم السُّمنة الظاهرة، عضلات الأطراف ضامرة رغم ضخامة الجذع والبطن، طاقة التنفس هزيلة والعظام هشّة بسبب نقص فيتامين (د) وعنصر الكالسيوم، لانقطاع التعرُّض لأشعة شمس الصباح، ما هي إلا سنوات قليلة ثم يداهم مثل هذه السيدة أو السيدات أو كل من يمارس هذه العادة السيئة مرض السكّري والكوليسترول وحصوات المرارة وارتفاع ضغط الدم، ثم تتحوّل إلى عالة على العائلة في منزلها ومصدر نزيف ماليٍّ مستمرّ على الأدوية والاستشارات الطبية، على النقيض من هذه الكتلة العليلة من الشحوم تكون العاملة الآسيوية التي لا يزيد وزنها على خمسين كيلوغراماً، قادرة على العمل لمدة اثنتي عشرة ساعة متواصلة دون آلام عضلية ولا لهاث في التنفس والانتفاخ في الأمعاء، تضع رأسها على المخدة قبل منتصف الليل، فتستمتع بنوم عميق مريح، ثم تصحو في السادسة صباحاً مع الطيور”.

وهذا هو حال الشباب اليوم، حيث لا يخلوا من هذه العادة السيئة أيضا، فعندما نعود في وقت متأخر من الليل لأي سبب من الأسباب نجد مجموعة من محبّي هذه العادة السيئة، جلوسٌ على جوانب جدران المدارس أو بعض المقاهي الذي تم إغلاقها من قِبل أصحابها، تجدهم جلوس حتى قُبيل أذان الفجر، ثم يغادرون المكان إلى فرُشهم في نومة عميقة حتى قبيل صلاة العصر. نعم، هذا تصرف بعض الفئات من هذه الأمة التي قال فيها ربنا جلّ في عُلاه:
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)}-[آل عمران]. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السهر والسمَر بعد صلاة العشاء وإن كان في الأمور المباحة، ويدل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا. وهذا الإرشاد النبوي يدل على أن هذه الأفعال ليس لها عوائد إيجابية بالأخلاق ولا يعود بالخير على حياة الفرد؛ ولذلك نرى ترك هذه العادة السيئة، وبمرور الأيام والأعوام ستجد المستشفيات مليئة من هذه الأجسام البشرية.

حفظ الله بلادنا سلطنة عُمان وقائدها المفدى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم والأمة العُمانية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights