الخواطر

١٤ أبريل ٢٠٢٤م

بدرية بنت حمد السيابية

وفي خاتمة عيد الفطر المبارك، فاجعةٌ أصابت أهالي سمد الشأن بولاية المضيبي، يا له من يوم طويل ومظلم، يومٌ تختنق فينا العَبرات والحسرة على فقدان اثنى عشر طالباً ماتوا غرقاً، جرفهم الوادي بعيداً، رحلوا إلى خالقهم بقضاء الله وقدره.

إن تاريخ الرابع عشر من أبريل سيكون ذكرى مؤلمة لن نتخطاها دون ذكر هذا اليوم. منخفض “المطير” كان ضحاياه صغاراً بعمر الزهور، طلاب العلم استقيظوا بعد ما فرحوا بلذة العيد مع أهاليهم وذويهم واصدقائهم، شاركوا فرحتهم الصغير والكبير بملابسهم الزاهية، بعطرهم الفواح الجميل.

احتضنهم الوادي إلى مثواهم الأخير دون عودة، لن تشرق الشمس على وجوههم البرئية بعد الآن، عساهم في الخلد وجنات الفردوس.
كُنا في الماضي نرى الأمطار تتساقط دون سابق إنذار، بمجرد أن نرى تكاثف الغيوم وهطول الأمطار كان الآباء يمنعوننا من الخروج، وطلبة المدارس لا يذهبون إلى مدارسهم حتى يهدأ الوضع وتشرق الشمس – هل أصبح الآن خروجهم من منازلهم والذهاب إلى جهات العمل أهم من أرواحهم؟ رغم وجود الأرصاد الجوية ومتابعتهم تطورات الطقس أولاً بأول، ولكن للأسف، ما زلنا نتخذ القرارات بشكل متأخر جداً.

رحلوا وتركوا وراءهم حزناً عميقاً في قلوب الناس، وصار الجدال والحديث عن المسؤول، من يتحمل كل هذه المصائب رغم التحذيرات المتكررة؟ ولكن للأسف، ما زال الخطأ يتكرر، أمَا حان الوقت لتنفيذ الأفكار والمقترحات والاستعداد لأيّ أمر طارئ يحدث وسيحدث؟ الأرواح غالية، ونحن مسؤولون أمام رب العالمين، لماذا نتخذ القرارات متأخرة؟ ألا يوجد قرار حاسم يطبق؟ كفانا كلاماً دون تنفيذ، فهناك وُعودٌ حتى الآن لم تُنفّذ.

أسأل الله أن يتغمد أرواح من رحلوا بالرحمة، ويعوض كل من خسر ممتلكاته خيراً، وأتمنى من الجهات المختصة أن تنفذ كل الخطط العلاجية لهذة الأودية حتى لا تقع كوارث وفقد أرواح بشرية، وأن تُبنى المدارس أو المنازل بعيداً عن مجرى الأودية. المواطن يستحق أن يعيش على أرض وطنه وهو مطمئن على نفسه وعلى أسرته.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights