عائشة بنت سيف السعيدية
تبتهج نفوسنا فرحة بسماع صوت المطر ومشاهدة قطراته التي تعانق الأرض وتبعث فيها فرحة تطفئ ظمأها بعد العطش والجدب الذي تعيشه أرضنا الطيبة مع فترة شح المطر التي عشناها لأكثر من عام.. أغاثنا الله وأغاث بلاد المسلمين عامة.
وكم نسعد عندما تتناقل الأخبار بقدوم الأودية وسيلانها واندفاعها في مجاريها جالبة الخير والخصب أينما حلت ووصلت.
ولكن ما تفاجأت به قرية البريك في ولاية الخابورة مع جريان واديها لهذه الليلة المباركة ليلة 13 من شهر رمضان المبارك لعام 1440للهجرة ومع تكبيرات أذان صلاة العشاء وانتظار التراويح لا يوصف ولا نجد تعبيرا لوصف مدى التقزز والرائحة النتنة التي جلبها الوادي مع جريانه!!
بكل تاكيد كل من سيقرأ العبارة الآن سيعتقد أنه جلب معه حيوانات ميتة او شيئ من هذا القبيل.
بكل أسف ليس الأمر بهذه البساطة وسينظف الوادي هذه المخلفات بكل سهولة.
ولكنها مياه الصرف الصحي وسيارات المجاري التي تصب في مجرى الوادي بموافقة صريحة وتحت مسمع ومرأي بلدية ولاية الخابورة الكريمة ووزارة الشؤون المناخية المبجلة.
لكم أن تتخيلوا لون الوادي كيف يكون عادة وكيف جاء بلون مختلف يحمل معه تلك المواد المعطرة برائحة الصرف الصحي (البواليع).
لكم أن تتخيلوا فرحة الصغار بلقاء الوادي والوقوف على جنباته مبتهجين مع أهاليهم ولكنهم للأسف في هذا الوادي يهربون إلى بيوتهم ويغلقون الأبواب والنوافذ من الرائحة التي انتشرت في المكان بصورة لا تحتمل وفيهم المرضى وفيهم من يتحسسون من الروائح وفيهم مرضى الربو ووو.
ليس هذا فحسب بل هناك دراسة أجريت في جامعة السلطان قابوس من قبل طلاب كلية العلوم على المياه الجوفية في القرية وجاءت النتيجة بكل أسف أن هذه المياه غير صالحة للاستخدام الآدمي من شرب وطهي واستحمام.
ماذا تنتظر وزارة الشؤون المناخية وماذا تنتظر بلدية الخابورة حتى توجد حلاً لهذه المعاناة التي يعاني منها أهالي القرية مع مياه الصرف الصحي ومن قبلها مع مردم البلدية.
ورغم مطالباتهم المستمرة حتى من على منبر مجلس الشورى لإيجاد حل لتلك المعاناة التي امتدت لعشرات السنين ولكن الجهات المختصة تغلق مسامعها وأبصارها عن القضية لمصالحها الشخصية التي لا يعلم أهالي القرية متى تنتهي.
واخيرا
جعل الله أمطاركم وأوديتكم خيرا وبركة.
نرفق صور للوادي المذكور في المقال
