صفحات مطوية
حليمة اليعقوبية
بحثتُ كثيراً عنك في جميع الوجوه، وفتشتُ كثيراً عنك عندما وجدتُ قلبك،
وتلاقت روحَينا معاً،
شعرتُ بأنني أمتلك العالم،
وأنه لا يوجد مقياس للزمن.
العشق لا تاريخ له، بدايات فقط، ولا تاريخ انتهاء يخذله.
أوجد الله محبتك فييي قلبي
لأن الطهر الذي تحمله في روحك تناغم مع روحي.
لأن السماء تهدي مرةً واحدة في هذه الحياة.
وهذه الهديا لا تتكرر.
قدرية وعظيمة تلك الهدايا.
أتبع سراباً لا يُمكن إدراكه.
وأتبع سرابأ هو خيال.
وأتبع سراباً هو بعيد.
وإن بعُدتَ
عُدتَ إليّ مرة تلو الأخرى. تسأل عن الحال وعن الصحة والمواعيد، وهل تعتقد أن بُعدك عني أهلك روحي
واستنزف مدامعي؟
هذه قصص التقاء الأرواح، سرمدية في الخيال وجراحٌ واقعية.
تحلّق بنا فوق السحاب،
ثم يلقي بنا الخذلان
حتى نستفيق بمرارة الأقدار،
نعم نستفيق، بعد أن وضعنا أغلالاً ثقال، تقفل القلوب الحية بحب الحياة، تذبل وتشيخ باكراً قبل الآوان، توهن الروح فلم تعد تعرف معنى الحب مرة أخرى، لم تعد تعرف لذة اللقاء في غيابك الذي يشبه اليُتم وفقدان بوصلة الطريق، كمن يعيش يومه حتى ينتهى به المطاف بين صفحات الأيام، هي مطوية محسوبة من تاريخ الحياة، لكن ينقصها النبض بقربك، ينقصها الحنين، وتدنو منها دمعات حارقة مودعة ذكرى عابرة، وقصة من صفحات الحياة سرمدية تحمل كل التفاصيل والنهايات، تحمل مرارات ذاك النبض الحائر، هل نختار من يعتز بهم القلب، أم تختار قلوبنا الجراح الغائرة؟ ثم نتحمل عناء العفو والغفران والنسيان، صفحات مطوية، لكن محفورة في ذاكرة قلب عبث به الحب.