كيف تقتل الذبابة الالكترونية

إبراهيم بن علي الشيزاوي

الذبابة: حشرة وضيعة، تجدها تحيط بكل ما هو قذر ومقزز، القمامة مكانها المفضل، والفضلات والنفايات غذاءها الأفضل، تنشر السُّم وتنقل العلة والسُّقم، سيئة المظهر، قبيحة المنظر، تُثير القرف والاشمئزاز للدرجة التي أجبرت الامام الشافعي على قول:
إذا وقعَ الذبابُ على طعامِ
رفعت يدي ونفسي تشتهيهِ

ومن عَرفَ النظافةَ لا يمكن له أن يستسيغَ وجود ذُبابٍ في مكانه، وبفضل التطور أصبح هنالك مبيدات حشرية متنوعة تقضي على هذه الحشرة المزعجة.

هنالك ذبابٌ من نوعٍ آخر ليس له جناحان، بل رأس ويدان، يختبئ خلف الشاشات ويحمل مُعرّفات ومسميات، إنه (الذباب الالكتروني) الذي يحمل نفس الصفات الدنيئة للحَشَرَة ولكن بكيفية مختلفة تتناسب مع المكان الذي يعشش فيه، هذا النوع من الذباب يعيش في مواقع التواصل الاجتماعي وينتشر بكثرة في منصة ( اكس X ).

ما هو الذباب الإلكتروني؟
الذباب الالكتروني هو عبارة عن مجموعة من الحسابات الحقيقية بمعرّفات وأسماء وهمية، مجنّدة من قِبل منظمات سياسية – استخباراتية ضد كيان مُعَيّن وفكْرٍ مُحدد، لديها أهداف تتمثل في:
خلق الشائعات وترويج الفتن – التأثير على الرأي العام – الهجوم البذيء الممنهج.

خصائص الذباب الالكتروني:

هنالك خصائص ضرورية لا بدّ من توافرها في الذبابة الإلكترونية قبل تجنيدها مثل:
– أن يكون ساقط الأدب وبذيء اللسان، فيسبّ ويشتم ويقذف الناس في أخلاقهم وأعراضهم دون هوادة.

– أن يكون بلا دِين يردع ولا ضمير يمنع، فليس لديه ما يمنعه من أن يستهزء بالدِّين أو بالقرآن إن نصحه أحد أو وعظه.

– أن يكون من أراذل القوم، وقد يكون إنساناً نكرة مجهول الأبوين، لا يحمل في قلبه إلا الحقد على المجتمع، فتراه يتلذذ بخلق الفتن ونشر الشائعات وإثارة النعرات.

الطريقة الأمثل للتعامل مع الذباب الإلكتروني:

– لا تردّ على المنشور نهائياً، وهذه أفضل طريقة تقتل بها الذبابة الإلكترونية، امتنع عن الرد حتى وإن أثار غضبك، فحين ترد عليه تتوسع رقعة انتشار قذارته (أميتوا الباطل بالسكوت عنه).

– لا ترد على المنشور أبداً، فالرد عليه يثير التفاعل معه، والتفاعل يعني التأثير سواء كان تأثير رضىً أو غضب، والمهم أنه حقق التأثير الذي هو مرادهم، كُن كما قال الإمام الشافعي:
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ
فأكره أن اكون له مجيبا
يزيد سفاهةً وأزيد حِلماً
كعودٍ زاده الاحراق طيبا

– قدّم بلاغاُ على المنشور والناشر.
– قم بعمل “حظر” حتى لا يصلك من نافخ الكير شرار يحرق به اعصابك.

تلك الخطوات العملية بمثابة المبيد الفعّال الذي سيقتل الذبابة، طبقها دون تردد.

حقيقة أنني لا أحبّذ الحديث عن أي موضوع له صلة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد، إلا أن ما يتعرض له وطننا الشامخُ عُمان من حملة ممنهجة شرسة من قبل بعض الحاقدين المفسدين، حَتَّمَ علينا أن نشارك في نشر الوعي للحد من التفاعل مع هذه الكائنات غير الأخلاقية، إذ أن الكثير من أبناء عمان الغيورين يدخلون في حوارات مع الذباب الإلكتروني بدافع حب الوطن والدفاع عنه، وهذا مجانبٌ للصواب لعدم توافر معايير الحوار وأدبياته في الطرف الاخر.

حفظ الله بلادنا عمان من كيد الكائدين وحقد الحاقدين.