وقفة مع فاتحة الكتاب
د. حميد أبو شفيق الكناني
كاتب إيراني
سورة الفاتحة؛ وهي سورة الحمد، وفاتحة الكتاب، وأم الكتاب، والسبع المثاني، سورة كافية ووافية وشافية؛ ولهذا قيل أن القرآن الكريم مجموع فيها.
بل تعدى بعض المتصوفة إلى أبعد من ذلك، فقالوا بأن القرآن الكريم في فاتحة الكتاب، وأن الفاتحة في بسملتها، وأن البسملة في الباء، وأن الباء في النقطة.
“يقول الصوفيون إن سر القرآن يكمن في سورة الفاتحة، وسر الفاتحة يكمن في عبارة “بسم الله الرحمن الرحيم”، ويكمن جوهر “بسم الله الرحمن الرحيم” في حرف الباء؛ حيث توجد نقطة تحت الحرف، وتجسد النقطة تحت حرف الباء الكون برمته”.(منقول).
وفاتهم مادون النقطة وما ورد في الذكر الحكيم من مثقال حبة أو مثقال ذرة، ولو علموا ما ورد عن الذرة لكانت لهم شحطات غير مرة.
يقول تعالى:{لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}-[سبأ آية:3].
وفاتهم أن الحياة هي الحب, وأن الحب في بائه, وأن الباء في النقطة.
ولعلنا نستلهم الكثير المثير من حديث الإمام محمد بن جعفر الباقر ع:”هل الدين إلا الحب”.
وهكذا يحتار ولا يدري ماذا يختار من أراد أن يشرح فاتحة الكتاب وأم الخطاب، هذه السورة المميزة بالبسملة؛ فبسملتها هي الوحيدة المرقمة، وهذه السورة المبرزة في الصلاة، فلا صلاة بلا حمد، وقد نزلت مرتين؛ فهي سورة مكية مرة وسورة مدنية مرة أخرى، وهي السورة الوحيدة التي نزلت فيها آية:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87)}-[الحجر].
ولا مجال في إطالة المقال, والحقيقة أن الإشارة لا تغني عن العبارة في الحديث عن هذه السورة الكريمة بمعطياتها العلمية والمعرفية ولكن ولربما:
قليل منك يكفيني ولكن
قليلك لا يقال له قليل.