2024
Adsense
مقالات صحفية

رمضانيات:اليوم الثالث: آداب وسنن الصيام

خلفان بن ناصر الرواحي

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
فيا أيها الصائم التقي، إن للصوم آداباً يسن أن يتأدب بها، ومنها:
– سنة السحور:
فاحرص على أن تتسحّر؛ فإنه بركة، وهو من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام، فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم:(تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً)-رواه الشيخان.

ومن أفضل ما يستحب في السحور “التمر”، ففي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ)-رواه أبو داود؛ لهذا اجتهد أيها الصائم أن تتسحر ولو بجرعة من ماء، ولا تترك السحور، فقد قال – صلى الله عليه وسلم: (أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلَا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ)- رواه أحمد.

ويسن تأخير السحور؛ بحيث يكون قريباً من الفجر، وفي حديث أنس – رضي الله عنه: (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – إِلَى الصَّلَاةِ فَصَلَّى قُلْنَا لِأَنَسٍ كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلَاةِ قَالَ قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً)- رواه البخاري.

– كما يسن لك -أيها الصائم التقي- أن تعجِّل الفطر إذا غربت الشمس، لقوله – صلى الله عليه وسلم: (لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ)- رواه الشيخان. ومن السنة أيضاً؛ أن يفطر الصائم قبل أن يصلي المغرب، وأن يفطر على رطبات، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسواتٍ من ماء، فإن لم يجد شيئاً من ذلك، أفطر بما تيسر من طعام أو شراب أحلّه الله، لقول أنس – رضي الله عنه: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ)- رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

– ومن السنن المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- الدعاء؛ فالصائم لا تُردُّ دعوته، وعلينا أن نتوسل إلى الله وندعوه بما أن يرزقنا ما أحببنا من خيري الدنيا والآخرة، وليكن دعاؤنا في كل يوم وليلة، وقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر)- رواه البيهقي في السنن.

كما يسن أن يدعو الصائم عند فطره بما جاء في حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – إِذَا أَفْطَرَ قَالَ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ)- رواه أبو داود.

– ومما ورد من السنن في شهر رمضان المبارك، والتي حث عليها النبي- صلى الله عليه وسلم- المسارعة إلى أعمال البر، والإحسان، والتقوى، واتباع الجنائز، وعيادة المريض، وغيرها من الأعمال الصالحة التي ترفع منزلة المؤمن، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ) رواه مسلم.

فإن تيسر لك أخي الصائم أن تحقق هذه الأمور الأربعة؛ فذلك خير عظيم يسره الله لك، فاحرص عليه.

والله المستعان، وهو ولي المتقين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights