2024
Adsense
الخواطر

ليالي رمضان

مزنة بنت سعيد البلوشية

بقي القليل وتبدأ قصة ليالي رمضان المبهجة، وبهدوء تفاصيلها الروحانية، بنسيم وعبير المغفرة، وتسكن السعادة قلوبنا، وتعلو المساجد بأصوات التراويح.

رائحة شهر الرحمة والمغفرة تزداد يوماً بعد يوم، يأتي ضيفاً خفيفاً لطيفاً، تقوى بقدومه العزائم، وتجهز له القلوب لاستقباله، والتفرغ للعبادة، فيه نبع من الجنان، وأنهار من البركات.

تسري السكينة والطمائنينة، فلهفة انتظار ليالي رمضان وصلاة التراويح، وزيارات الليل، ورائحة القهوة، وكسرة العود، ولمّة الأهل والأحباب وضحكاتهم، والله إنها من مطيبات الروح.

فلا تضيعوا رمضان، فأيامه معدودات، وهو فرصة تأتي مرة واحدة في العام، ولعلك لا تدركه في العام التالي، المسهُ بكل جوارحك، ولا تجعل شيئاً يزاحمك ويفرقك عنه، فأعد ترتيب نفسك ولملم بقاياك المبعثرة، اقترب من أحلامك البعيدة، واكتشف مواطن الخير في داخلك، وابتسم لذاتك وأطلق سراح أحزانك وعلم همومك الطيران بعيدا ً عنك.

احملوا في قلوبكم حب المسارعة في الخيرات، وأحسنوا لأنفسكم بإصلاحها، وكونوا للناس أنفعهم للناس، ولا تستصغروا في سبيل الأعمال الصالحة شيئاً، فإننا لا ندري بأيّ عمل نُرفع عند الله ، ولربما يظفر المرء في إحدى لياليه بالعتاق من النار بعمل يسير قد عظمته النوايا، فليكن همك وشغلك الشاغل في دعائك وصلاتك وكل نبضة من نباضات قلبك أن تكون لله كما يريد وكما يحب، وأن تكون رغباتك وتوجهاتك متفرغة لله ولكل ما يقربك منه، وأن تملأ حياتك بنسيم الرحمة وعبير المغفرة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights