السياحة الداخلية بمحافظات السلطنة
يعقوب بن حميد المقبالي
عندما نتكلم عن السياحة الداخلية لا نستطيع حصرها؛ فهي كثيرة ومتعددة وشاسعة، فما من ولاية من ولايات بلادنا سلطنة عُمان إلا وبها مخزون عظيم من السياحة الداخلية، متوزعة على البحر والبر، ومتغلغة في الأودية والجبال، وفي الحارات التراثية؛ حيث يوجد بها من بيوت قديمة، والكهوف والعيون المائية والأودية الخلابة، وقد أضيفت لما ذكرت الاستراحات التي هي كذلك تتميز بأركانها السياحية التي تجذب السائح.
فالسائح الداخلي أو السواح من الذين يأتون من خارج البلد الكل يبحث عن ما هو يناسبه من الراحة، والمناظر والاكتشافات والموروث الحضاري، والمياه الرقراقة، والدفئ والصخور التي تتميز بطبيعتها النادرة، وحسب ما هو مخطط في ذاكرة ذلك السائح الذي يجده من ضمن السياحة الداخلية.
إنّ جميع الأودية بسلطنة عُمان تختلف من وادي لآخر؛ فهناك ميزات لا يحس بها إلا السائح الذي يجعل نصب أعينه وذاته، وبحثه عن المكنون التي تتميز به تلك الأودية، كما أن للجبال حديث آخر؛ فهي تقف بهيبتها الشامخة تعانق السماء، وبها الكثير من المميزات التي يعشقها السائح.
ورمال سلطنة عُمان أينما تكون رمال بحرية أو رمال برية؛ فلها الكثير من السواح الذين يرتكز حبهم واسمتاعهم بها، فتراهم يقضون وقتهم بالسعادة والبهجة والسرور، ويمارس بعضهم بعضا من أنواع من الرياضة التي تناسبهم.
كما للعيون المائية حديثا آخر، لا نستطيع توثيقها في هذه العجالة وفي مقال واحد، ولكن نحاول أن نذكر بعض من حقائقها؛ فهناك من العيون المائية الساخنة والدافئة، ومنها تستخدم للاسترخاء وللعلاج من بعض الأمراض الجلدية والجسمانية؛ فهي عيون نابعة من الجبال وبعضها من باطن الأرض.
وكما أن السواحل العُمانية شئ يطرب لها القلب كذلك، ويمسح الهموم، ويقال “إذا كنت مهتم في شيء فما عليك إلا بالبحر”؛ فالبحر يتخاطب مع النفس بزرقة مياهه وتلاطم أمواجه، والمشي على رمال كلها ناعمة وبها مقاومات علاجية للإنسان، فبجانب البحر تسترخي النفس ويبتهج الخاطر وتتكحل العيون.
فيا تري هل نترك كل هذه المعلومات السياحية؟ أعتقد أنكم تشاطروني الرأي؛ لا وألف لا، فنحن مع الثوابت السياحية الداخلية، وعلينا جميعا الأخذ بها إلى ما هو أفضل من ذلك.
وبما أننا بحاجة من يوصلنا إلى السياحة الداخلية، يبقي الشيء الوحيد أن تتكفل المؤسسات والشركات السياحية بهذا الجانب مع نظيراتها التي شغلت مهامها نحو السياحة المستدامة؛ خدمة للإنسان والسائح العُماني والعربي والوافد.
وهنا لا بد أن أضع كلمة شكر للمؤسسة الخضراء بعملها الدؤوب، وعلى الجهد التي تقوم به بين الحين والآخر وتسييرها للرحلات، سواء كانت رحلات بحرية أو قوافل برية؛ فهي تقوم بإيصال السائح إلى أي مكان، فلديها برنامج معدة من قبل إدارتها وتطبيقه أثناء تلك الرحلات على أرض الواقع، كما أنها تتكفل بتوفير ما يحتاج إليه السائح من مأكل ومشرب، وإن تتطلب المبيت فهي تأخذ على عاتقها بجميع ذلك، مع توفر المرشد السياحي، كما أنها تستعين بذات الخبرة في ذلك المكان.
فنتمنى أن نرى من القطاع الخاص الإكثار من الرحلات الداخلية للسائح العُماني الجماعي بدلا أن يأخذ كلا سائح بسيارته ويجول من هنا وهناك بدون أن يصل إلى السياحة الحقيقية؛ فالسياحات الجماعية لها نقاط القليل من ينتبه لها، ومنها:
– تخفيف زحمة الشوارع.
– تشغيل اليد العُمانية.
– الاقتصاد عكس ما يدفعه فيما يدفعه السائح وهو يستقل سيارته الخاصة.
– تبني الصداقات والمعارف الجدد بمختلف المحافظات.