تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

على أعتابنا ضيف كريم ..

   إبراهيم بن علي الشيزاوي

بعد بضعةِ أيام، وقبيلَ المغربِ وبعده، سيتحلّق الجميع أمامَ شاشةِ التلفاز، صِغاراً وكباراً، في ترقبٍ مُفرح، واستطلاعٍ بهيج، استطلاعٌ لهلالِ شهر رمضان الكريم، ذلك الهلالُ الذي سيضيءُ لنا ٣٠ يوماً دونَ انقطاع.

أهلاً بالضيفِ الكريم والشهرِ الفضيل.
أهلاً بالسَّحورِ والإفطار.
أهلا بالتراويح، أهلا بقيامِ الليل في الأسحار.

رَمضانُ شهرُ القرآن، شهرُ الطاعةِ والغفران، فيه تُفتَّحُ أبواب الجِنان وتغلَّق أبوابُ النِّيران، وتُصفّد فيه مردةَ الشياطين، فيه {لَيلةُ القَدْرِ خيرٌ من ألف شهر} [ سورة القدر – آية ٣ ] من حُرمَ خيرها فقد حُرِم، فيا باغي الخيرِ هَلُمَّ و أقبل.

كانَ النبيُّ ﷺ يستبشر ويبشر بقدومِ شهرِ رمضان، وقد دلَّ على ذلكَ ما رواهُ أبو هريرةَ رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كانَ يُبشّر أصحابه ُ بقدوم رمضان فيقول: (قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه …. الحديث) رواه أحمدوالنسائي.

قدِ اختارَ الله شهر رمضان واصْطَفاهُ بين شهور السّنةِ جميعاً، وخصّهُ بخصائصَ تُميزهُ عن باقي الشهور، ففي شهرِ رمضان تتضاعفُ الحسنات وتُحطُّ السيئات. جعلَ الله فيه فريضةَ الصيام، وخُصَّت فريضةُ الصيامِ بأن تكونَ الفريضةَ الوحيدة التي لم تُحدد بثواب، بل جُعِلَ ثوابها مفتوحاً ليس له حدّ ولا عدّ: (كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وانا أجزي به) رواه البخاري ومسلم.
ولا شك أن عطاءُ الكريمِ جزيل، وكَرمُ الغني – سبحانه – وفير.

ومِنْ كَرمِ الله – سبحانهُ وتعالى – أن خصّ الله رمضانَ بالغفران: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري.

وخصه بالعتق من النيران: (لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) رواه أحمد في مسنده.

وبنزول القرآن: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان} الآية ١٨٥ من سورة البقرة.

وبإجابة الدعاء: قال صلى الله عليه وسلم: ( للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة) وقال في حديث آخر: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، والمظلوم) رواه الترمذي.

إن ضيفنا هذا ضيف كريم، فلنحسن وفادته ولنشمّر عن سواعد الجدّ في الطاعات، فرمضان فرصة لمن يلاقيه، وإنه لمن عظيم النعم أن يعود علينا شهر الخير ونحن في صحة وعافية وأمن وأمان.

اللهم بارك لنا فيما بقي من شعبان وبلّغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights