المسير للمشي
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
إن الاعتناء بالصحة شيءٌ مطلوب ومرغوب، إن أردتَ أن تتمتع بالصحة فما عليك إلا أن تشجع نفسك وأفراد المجتمع من حولك الذين يستطيعون تحمّل المسير على الأقدام وعلي مختلف التضاريس. حيث إن هذا الجانب يعود بالنفع والفائدة، والممارسة لهذا المشي يخلق صداقات وتعارف بين المشاركين، وهذا ما نلاحظه من خلال إقامة المسير والمشي في عدة ولايات وبمختلف المسافات والتضاريس من قِبل الجنسين، وهذه المسارات مثلاً (كمسار قرية النزوح بوادي بني هني بولاية الرستاق، ومسار وادي القنوت بولاية الخابورة، ومسار أمجاد السويق بوادي الجهاور بولاية السويق، ومسار وادي القحفي بولاية محضة)، وهذا شيء يثلج الصدر، ويجعلنا نتبنى شعارنا (الصحة الدائمة للمجتمع)، حيث يأتِ المشاركون من مختلف محافظات وولايات السلطنة وبمختلف الأجناس والأعمار، وهذا بحدّ ذاته رسالة مجتمعية خاصة وعامة بأن الإنسان الذي يعيش على أرض سلطنة عمان يتمتع بالصحة العالية، وذلك من خلال ممارسات المشي.
كما أنه للمشي عدة جوانب جميلة ومفيدة، وذلك من خلال اكتشاف الطبيعة والمكان، والتعرف على الإرث الحضاري والتضاريس والطبيعة، والتعرف كذلك على الطريق التي سلكها الآباء والأجداد.
هذه المسيرات لم تأتِ صدفةً، ولكن ثمة جهود مبذولة وأموال تُنفق وعقول تخطط لإقامتها لجذب المشاركين وجعلهم تحت شعار واحد: نحن أصحّاء، مع أن من بين هولاء المشاركين من يعانون من الأمراض المزمنة مثل الضغط والكولسترول … إلخ، ولكن لا يمنعهم ولا يقيّدهم شيء من الأمراض المزمنة. فليشرق الأمل معهم، وليُبرزوا قدراتهم من خلال المشاركة في هذه المسيرات التي تتمتع بعلوّ أخلاقهم واحترامهم المتبادل وطيبتهم وحبهم وتعاضدهم مع بعضهم البعض.
ومن خلال المتابعات في هذه المشاركات لهذه المسيرات نجد أن بعض الجهات الرسمية أخذت على عاتقها الدور المناط بها والمتعارَف عليه، ولهم جزيل الشكر والتقدير، ونذكر منها على سبيل المثال لا للحصر (قيادات شرطة عمان السلطانية بالمحافظات، والمتمثلة بمراكز الشرطة بالولايات، ووزارة الصحة والمتمثلة بمديرياتها بالولايات، ووزارة الداخلية والمتمثلة في مكاتب أصحاب السعادة المحافظين والولاة، وهذا يعدّ فخراً للمشاركين أن يروا الجهات الحكومية الرسمية تقف بجانبهم ويزيدهم قوةً وحماساً.
كما أن للقطاع الخاصّ صولته المعروفة ببذل مجهوده بالمشاركة المجتمعية في هذه المسيرات، ومراعاة المسير والمساهمة الفاعلة في توفير ما يلزم ذلك المسير في تلك الولاية، وهذا ما يُلاحظ في جميع المسيرات التي أقيمت سابقاً، فنقول شكراً للقطاع الخاص أفراداً وجماعات، بوجودكم معنا معنوياً وراعياً.
كما يحدو الأمل من وزارة الثقافة والرياضة والشباب الموقرة ممثلة في مديرياتها بمختلف محافظات السلطنة والأندية والفرق الرياضية التي تتبناها مستقبلاً تنسيقاً ودعماً لتأخذ على عاتقها هذه المسيرات سنوياً، وذلك لتخصص لها ميزانية سنوية تشجيعاً للمهتمين بهذه الرياضة، كما أنها تفتح المجال للفئات الداعمة من الأفراد والجماعات والقطاع الخاصّ ليكونوا شركاء في إنجاح موسم المسيرات.
ويكمل الامتزاج ويحلو التنسيق بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وأفراد المجتمع لتكون لهذه الرياضة شهرتها العالية، وهذا بحد ذاته لن يتأتى إلا من خلال وزارة الإعلام الموقرة، وهي باستطاعتها أن تصنع بدورها المحوري ودعمها الأساسي المتعارف عليه إعلامياً ليكون بارزاً ويتمتع بزخم من قوة الحضور لفئات المجتمع وخصوصاً الشباب.