التغيير هو الثابت الوحيد
كريمة بنت سعيد السعيدية
يمكن القول بأن “التغيير” هو الثابت الوحيد في الحياة، وتمتاز عملية التغيير بأنها عملية شاقة ومجهدة، ولبدء العملية لا بد من وضع خطة مبنية بإحكام لمساندة ذاك التغيير، حتى يسير بانسجامٍ تامٍّ بين كافة عناصره، وخُطىً ثابتة نحو الهدف المنشود.
ويحمل التغيير في طياته استثماراً للمؤسسة في الوقت والجهد، ويشمل كافة العناصر من أفراد وأهداف وقوانين ولوائح وقيادة…إلخ، وهذا التغيير إمّا أن يحوّل المؤسسة إلى بيئة عمل سهلة أو كومة من العُقد، لذلك لا بد من نظرة شاملة للتوقعات الناتجة عن ذلك التغيير، ودراسة أفضل النتائج وأسوأها والموازنة الصحيحة لها لترجح كفة الإيجابية.
وقد نشأت نماذج عدة للتغيير، تركز أغلبها على أن العقدة/ المحكّ في قصة التغيير هو تقبّله والصبر عليه وتحمُّل عواقبه مهما كانت، ويعدّ نموذج (بورك ليتوين للتغيير) (Burke Litwin Model of Organisational Change) أحد تلك النماذج المشهورة في التغيير، وقد طوّر كلٌّ من (بورك وليتوين) مستشارين في مجال التغيير التنظيمي هذا النموذج، وحدداه بثلاثة مستويات:
1- التغيير التحويلي: والذي تؤثر عليه البيئة الخارجية ويحدث بسببها.
2- المعاملات: ويكون تأثيرها على مناخ العمل العام والممارسات الداخلية.
3- مستوى الأداء الفردي والتحفيزي والتنظيمي.
وهذه المستويات الثلاثة تستمد من اثني عشر تغييراً هي: ( البيئة الخارجية، والهدف والاستراتيجية، والهيكل والنظام، والقيادة، والثقافة التنظيمية، ومناخ العمل، والمهارات والمهام، والممارسات الإدارية، والقيم والاحتياجات الفردية، والتحفيز والأداء الفردي والتنظيمي).
ويؤكد النموذج على أن التغييرات في المستوى الأول (العوامل التحويلية) لها دور مباشر ومتتالٍ على المستوى الثاني (المعاملات) والتي بدورها تؤثر على (العوامل الفردية والشخصية) وبالتالي الأداء الفردي والتنظيمي.
وتلك العلاقات السببية بين المستويات من شأنها التأثير على التطوير والتغيير والتحسين في الأداء العام والفردي، والمناخ التنظيمي.
كما يبين النموذج أن تغييراً في العوامل لكل مستوىً تؤثر على العوامل في المستوى التالي، فمثلاً: تغيير في القيادة والثقافة التنظيمية من شأنه التأثير على مناخ العمل والذي بدوره يؤثر على المستوى التحفيزي والأداء الفردي والتنظيمي.
ويقدم نموذج (بورك ليتوين) للقادة والمديرين، نظرة شاملة للأداء التنظيميّ للمؤسسة، وفهماً كافياً للتفاعلات المتداخلة بين العناصر المختلفة في المنظمة، ويقدم سبباً واضحاً لتأثير كل عنصر على الآخر سلباً كان أم إيجاباً.