الأيام تعيد تاريخها أيها الشيخ الجليل…
سالم بن سيف الصولي
الشيخ خليفة بن محمد بن سالم بن جحوم اليافع، هو أول أمير لجماعة الدعوة والتبليغ في سلطنة عُمان، وهو من أبناء محافظة ظفار الجزء الجنوبي للسلطنة، ومسقط رأسه مدينة مرباط. ولادته ونشأته بولاية مرباط، ثم رحل الشيخ في مطلع الستينيات من القرن الماضي إلى دولة الكويت الشقيقة؛ فعمل هناك إمامًا في أحد المساجد، ثم تعرف على فضيلة الشيخ راشد الحجان أمير الدعوى والتبليغ بدولة الكويت؛ فانخرط في السلك المبارك لجماعة الدعوة والتبليغ بالكويت برفقة الشيخ الراحل راشد الحجان عليه رحمات الله تعالى نازلة، ثم رجع فور تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في سلطنة عُمان في عام 1970م، ليعمل في نشر هذا الفكر العظيم؛ فكر الدعوى والتبليغ في سلطنة عُمان وقراها.
وكانت أول إنطلاقته من مسقط رأسه من مدينة مرباط، مدينة الأولياء والصالحين، ومن مساجدها التاريخية، ثم انتقل للإقامة في مدينة صلالة- عاصمة الجنوب- وقد عمل مرشداً دينياً بوزارة الإعلام آن ذلك قبل أن تنشأ وزارة الأوقاف والشؤون الدينية كما هو الآن، وقام الشيخ خليفة -رحمه الله- بنشر هذا الفكر المبارك في أوساط الناس، وحمل رايتها في السهل والجبل وفي الريف والبدو والحضر، ولم يترك عليه رحمات الله تعالى نازلة بقعة من بقاع عُمان إلا ورفع فيها راية الدعوة وكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان سبباً بعد الله سبحانه وتعالى في هداية كثير من الناس.
كما كان له الفضل الكبير بعد توفيق الله في إحياء تعاليم الدين الحنيف في المناطق التي كانت بؤرة الجهل والتخلف، وقد بذل الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الحق، كلمة لا إله إلا الله، فلم يكل ولم يمل، وكانت له المساعي الحميدة والحسنة في الإصلاح بين الناس والتأليف بين أصحاب الآراء والمذاهب المختلفة، وكان الشيخ -رحمة الله تعالى تغشاه- خروجا للدعوة في مشارق الأرض ومغاربها، فخرج إلى كثير من بلدان العالم؛ ومنها الهند، وبنجلاديش، وباكستان، ودول شرق آسيا وإفريقيا، ودول أمريكا اللاتينية وأوروبا، ناهيك عن البلدان العربية التي لم يترك بلد منها إلا وقد خرج للدعوة إليها، وشاء الله عز وجل أن يلقى الأجل المحتوم في أقصى بلاد الدنيا (الصين)، أثناء رحلته الدعوية، وقد أوصى -عليه رحمات الله تعالى نازلة- بدفنه حيثما أخذ الله أمانته؛ فقبر في الصين الجمعة: 22 رجب 1429هـ الموافق: 25 يوليو 2008م، وقد صلى الناس عليه صلاة الغائب في عُمان وغيرها من البلدان العربية التي تعرف هذه الشخصية العظيمة.
فرحمة الله تغشاك يا أبو سالم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته.