سر سعادتي
بدرية السيابية
يأتي الصباح حاملاً معه الأمل والتفاؤل في يومٍ جميل نثق بأنه سيكون يوماً مختلفاً عن بقية الأيام، فلكل يوم نكهته وميزته، وكعادتي أستيقظ على صوت المنبه مضبطاً على موعد آذان الفجر فأستمع إليه وقلبي وروحي تهلل بالحمد والشكر والاستغفار والدعاء بالخير وأفرش سجادتي مستقبلة الكعبة نحو ربي خاشعة بكل جوارحي وأصلي وأدعو الله دعوات مختبئة بين حنايا القلب وبعد انتهائي أرفع سجادتي بمكان عال لتكون محفوظة هي ومصحفي فهو ربيع قلبي.
فالكل نائم وأتسلل إلى آذان أطفالي النائمين بهدوء حتى لا تفزع قلوبهم الصغيرة وأدعوهم لصلاة الفجر وأحرص كثيراً على أدائهم لكل الفروض وعلى غرس حبهم لله بكل وقت ولتكون ثقتهم بالله وقناعتهم بأن كل شي بيده فهم سر سعادتي ، ومن ثم أعد لهم ما قسمه الله لنا من رزق من الطعام والشراب في وجبة الإفطار داعين الله بالشكر على نعمته ويمر الوقت ويحين وقت ذهابهم لمدارسهم أستودعهم بدعائي أن يحفظهم ربي لي ويبارك في أعمارهم .
هم شمعة تضوي دربي، رزقني الله إياهم وعسى أن أحسن تربيتهم فهم أمانة في عنقي أحملهم كما أحمل عقداً ثميناً أحافظ عليه من الضياع والضلال. فالإنسان يولد ولا يعلم ما يخبؤ له القدر ولكن الله لطيفٌ بعباده ، فأطفالي هم من أجمل عطايا الله لي ، لاشك أن كل أم تخاف على طفلها من أبسط الأشياء، فهي غريزة الأمومة وضعها الله في قلب كل أم وبشكل عام المرأة هي مثال للصبر والتضحية وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بفلذات أكبادها ، فدائماً كوني معهم قدر المستطاع حتى يعتمدوا على أنفسهم وليتذكروا كيف عانيتي وتعبتي حتى أصبحوا على ما هم عليه وليستمدوا طاقتهم بكلمة منك تحثهم على التحمل والصبر وأن التوكل على الله هو سرٌ جميلٌ ولنرضى بما يخبؤ لنا القدر سواءً خيراً أو شراً.