علاقة الكفاءة بمعدل الإنتاج
سامح بن سالم الشكيلي
إن حدوث أي خلل في أركان مؤسسة ما أو تقصير من قبل أفرادها أو سقوط أحد أعمدتها أو تعمد هدمها بأيدي بنائها أو مسؤوليها، يستدعي الوقوف بحزم وندية تجاه السبب والمسبب، وبطبيعة الحال إحسان الظن في هكذا قضايا أمر محبب ما إذا كان ذلك واضحا وجليا أن ما يحدث ليس متعمدا؛ أما إن كان ذلك مبهما، على من حمل أمانة التقييم والتدخل أن يتحلى بالحيادية أثناء تقصيه الأسباب الرئيسية لحدوث أي منها.
الإخفاق يحدث دونما قصدية أو رغبة وقد يحدث بسبب العاملين أيضا؛ وبالتالي لا يمكن لأي شخص أن يطلق الأحكام على إخفاق في مجال معين، وما أكثر الإخفاقات التي تأتي بعد جهد وعناء وتخطيط مسبق وخاصة في المسابقات الرياضية المختلفة، ولكن الاستمرارية في حصد الإخفاقات مع عدم وجود مؤشرات لتفاديها وتطوير هذه الرياضة هو شأن آخر، وهذا هو التقصير أو الخلل الذي قد يدمر المؤسسة ويفقدها بريقها وسمعتها مهما تعددت إنجازاتها السابقة، وهو بلا شك، قد يترأس المؤسسة مسؤول كفؤ في مجال غير المجال الذي عين من أجله، وهذا ما يقودنا إلى أن مسألة توظيف العناصر توظيفا مثاليا هو أحد الحلول لهذه المشكلة قبل تفاقمها وتصبح المؤسسة غير قادرة على النمو والتطوير، وترضخ لواقعها المرير الذي قد ينتج عنه نفرة الموظفين أو الأفراد، وحدوث اختلافات وارد في مثل هذه المواقف.
ربط الكفاءة بمعدل الإنتاج من أهم الأمور التي تضمن استمرارية نجاح أي مؤسسة؛ لأن المسؤول الذي لا يحقق أي تصاعد في نمو مؤسسته هو غير كفؤ حسب قواميس النجاح، واستمراره يشكل عبئ كبير على المؤسسة وعامليها إذا ما عولجت الأسباب من جذورها، وفي حقيقة الأمر، إن أخفق المسؤول الناجح في تحقيق النتائج الإيجابية والمخطط لها، بالتأكيد سيحاول الخروج من هذه المعظلة حسب قدراته ومواهبه وإمكاناته، وهذا المدير يعول عليه في قيادة المؤسسة مهما كان مستوى ترديها.
العديد من المؤسسات في بلدنا الحبيب، تعتمد على مسؤولين لهم باع من الخبرة والعمل في ذات المؤسسة، وهو ما ينعكس إيجابا على مستوى أداء تلك المؤسسات ومعدل نموها السنوي، وعلى النقيض هناك مؤسسات قليلة يقودها مسؤولون لا يمتلكون المؤهل الكافي أو الخبرة لقيادتها، إما بسبب عمله في مجال مختلف تماما عن المجال الذي عين له أو أنه لا يمتلك صفات القائد الناجح أو أن أوضاع المؤسسة غيرته وغيرها العديد من الأسباب.
من أبرز الأمثلة على تحسين الإنتاج الناجح، نظام إنتاج تويوتا، حيث أحدثت هذه الشركة ثورة في صناعة السيارات من خلال تطبيق مبادئ التصنيع الخالي من الهدر، والهدر يعني المنهجية التي اتبعتها الشركة لتحقيق الكفاءة في عمليات التصنيع، كما ركزت على تمكين الموظفين من المساهمة في تحسين العمليات وتقليل النفايات، ومن خلال القضاء على أوجه القصور وتحسين الإنتاج، حققت تويوتا نجاحا ملحوظا، لتصبح واحد من الشركات الرائدة في تصنيع السيارات في العالم.
“الميزة التنافسية” قد تكون أحد أدوات التقييم لمؤسسة تعمل في المجال السياحي مثلا، إذا ما علمنا أن هناك العديد من المؤسسات مختصة في هذا المجال، ولكن عندما يتعلق الأمر بمؤسسة تمثل الوطن في المحافل الدولية، تختلف أدوات التقييم، وهنا لا بد من قياس مدى تقدم المؤسسة وتطورها بمعايير مختلفة؛ كالإنجازات والتقدم في النتائج المحققة والاستفادة من المشاركات الدولية.
“الوطن” يضع ثقته الكاملة في تلك المؤسسات؛ ولذلك لا بد من أن تقود هذه المؤسسات قيادات فذة كفؤة تمتلك منهجية واضحة، وتستخدم لغة الحوار، وجريئة وقادرة على التعاطي مع كل مشاركة، تواجه الفشل بتصحيح المسار، وتستقبل النجاح بالحفاظ عليه والعمل على ثباته ثم زيادته، ولو طبقت هذه المؤسسات ما صدح به أبو الطيب المتنبي لكفى.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم