صراخ الآباء على أطفالهم
د. سعود ساطي السويهري
في بعض الأحيان، يبدو أن الطريقة الوحيدة لحمل الأطفال على الاستماع إلينا هي الصراخ، لكن يجب أن نتعرف على كيفية تأديب الأطفال دون الصراخ عليهم، فهناك العديد من الطرق لجعل الطفل يستمع دون رفع الصوت!.. ولذلك يجب عليك أن تعرف كيفية التحكم بدوافع الصراخ على الأطفال لدى الآباء:
عندما نلاحظ أننا نصرخ على أطفالنا، وهم نفس الأطفال الذين تحبهم بجنون؛ ستعلم أن عليك التغيير، في حال كنت مصمماً على أن تكون أباً/ أماً مختلفة، لأن أطفالك لا يمضون وقتاً عصيباً، إنهم يواجهون أوقاتاً عصيبة، والأمر مختلف، فقد تصرخ لأنهم يلعبوا على أغطية السرير، ولم يتبعوا قاعدة النوم باكراً، ثم تكتشف بعد ذلك أنهم كانوا بحاجة لقبلة وضمة حنونة قبل النوم.
في مكافحة أسبابك للصراخ عليهم تذكر أن المكافأة النهائية هي بناء علاقة قوية ومحترمة وثقة ومحبة بشكل مستمر مع أطفالك، من خلال:
1 – تحديد ما الذي يجعلك تصرخ:
فقضاء عدة أيام في مراقبة ردود أفعالك على سلوك أطفالك، وعندما تفقد صبرك وتصرخ، ما الذي يحدث داخلك وحولك؟ ما الذي يجري ويمكن أن يسهم في الصراخ؟؛ قد تكون مواعيد العمل النهائية التي عليك الالتزام بها، وقد تكون الفوضى المنزلية والضوضاء، حينها ابدأ بتدوين الملاحظات وابحث عن العلاقة بين الصراخ ومنزلك وتفكيرك الداخلي.
2 – تقنيات اختبار الهدوء لمعرفة ما يصلح لك: تقنيات التهدئة، هي الطرق التي تستخدمها لتبقى هادئاً عندما تشعر بأن أعصابك ستثور؛ فقبل أن تفقد صبرك، اطلب من الأطفال اللعب بهدوء في غرفهم لمدة خمس دقائق أثناء تهدئة نفسك، وخذ بعض الوقت لتكون وحيداً أو اذهب للخارج واحصل على هواء منعش.
3 – لا تدع الغضب يأخذ تركيزك عن طفلك: الأطفال كما قلنا لا يمرون بل يواجهون أوقات عصيبة، وهذا يذكرك أن تنظر إلى الصورة الأكبر وتعيد التركيز على طفلك، فما الذي يحدث مع ابنك ليتصرف بهذا الشكل المستفز لغضبك؟ هل هو متعب أو جائع، ربما لا يحصل على ما يكفي من الاهتمام، كذلك يشعر بالتجاهل ويحتاج إلى وقت للتواصل معك؛ فقم بإدارة التركيز بشكل استباقي إلى مساعدة طفلك والاعتراف بمشاعره حتى تتمكن من الاستجابة بطريقة محببة.
4 – حان الوقت لترك بعض التحكم: يمكنك أن تكون أكثر مرونة مع جدولك الزمني، بحيث لا يؤثر عليهم كثيراً وجزء من التخلي عن السيطرة هو تعلم أن تقول “نعم” لأطفالك، وعندما يريد الأطفال تغيير الخطط أو حتى تخطي قاعدة النوم الباكر (بسبب وجود الجدة) مثلاً؛ يمكنك قبول ذلك، فلا بد من العطاء والأخذ مع الطفل، حيث أن الاستماع إليه يشارك في عملية صنع القرار والتعبير عن نفسه يمثل عملية النمو لكليكما، عندما تسمح لنفسي بأن تكون أكثر قابلية للتكيف والمرونة.
5 – الاعتذار هو ما يحتاجه منك الطفل: اعتذر عن الصراخ وأخبره عن سبب غضبك، بحيث يساعد وصف مشاعرك الأطفال على إقامة روابط بين المشاعر وردود الفعل، فهل شعرت بالإحباط لأنه لم يسمع عندما طلبت منهم تنظيف غرفة اللعب؟ أم هل كنت غاضباً من أن الأطفال كانوا يضربون بعضهم؟.
وفي الختام نؤكد على أن وقف الصراخ عملية بطيئة، فقد لا تتوقف عن الصراخ من أول محاولة ولا بأس في ذلك، ولكن في المحاولات اللاحقة ستكون أكثر وعيًا بمحفزات غضبك وستبتعد عنها وستجد نفسك تتغير تدريجيًا نحو الأفضل.