عزيزي الموظف: إليك خمس فرص استثمارية
إبراهيم الشيزاوي
لم يعد الراتب التقليدي يكفي لتلبية رغبات الأفراد والعائلة في ظل تزايد الأسعار المتواصل والمتزامن مع نموّ نِسَب التضخم عاماً بعد عام، فلم تعد أسعار السلع كما كانت، ولم تعد الورقة النقدية قادرة على المحافظة على قوتها الشرائية، الأمر الذي يدفع الكثير من الناس للبحث عن مصادر استثمارية تحقق لهم دخلاً إضافياً يعينهم على متطلبات الحياة وشؤونها، إلا أن هناك تحدٍ رئيسيّ وخصوصاً لدى الإنسان الموظف الذي يقضي أكثر من ثلث يومه في العمل، إنه تحدي “الوقت”.
في هذا المقال سنستعرض لكم خمسة أوجه استثمارية تستطيع من خلالها استثمار أموالك بجهد أقل ودون الحاجة للكثير من الوقت للمتابعة.
1. الودائع الثابتة لدى البنوك: كثيرةٌ هي البرامج التي خُصصت وصُممت من قِبَل البنوك من أجل تشجيع أصحاب الأموال الراكدة باستثمار أموالهم عن طريق إيداعها في حسابات مخصصة يتم استثمارها وتشغيلها من قِبل البنك، بمقابل نسبة فائدة تصل إلى 4.7 % سنوياً وفقاً لشروط معينة مبنية على سياسة المحفظة الاستثمارية لدى البنك، وتُعدّ هذه الطريقة واحدة من أكثر طُرق الاستثمار أماناً، وعليه، فإنك تجني فائدة سنوية دون بذل أي مجهود.
2. سندات التنمية الحكومية: وهي أدوات مالية تصدرها الحكومة (البنك المركزي) بغرض إيجاد مجالات جديدة لاستثمار فائض الموارد المالية لدى الأفراد والمؤسسات بهدف تمويل مختلف المشاريع التنموية والاستثمارية للدولة، يتم طرح السندات عن طريق بورصة مسقط، وتُقسّم الفائدة عادةً بشكل نصف سنوي. وتُصنّف السندات على أنها استثمار خالٍ من المخاطر في البلدان المستقرة سياسياً واقتصادياً كسلطنة عمان.
وفي مايو من عام ٢٠٢٣ أصدر البنك المركزي العماني أذون إصدار السندات الحكومية رقم ٦٨، وتم تحديد عائد ربحيّ يقدّر ب 5.25% سنوياً.
3. التمويل الجماعي:
وهي عملية تمويلية مستَحدثة بفضل التقنيات الحديثة، وتقوم فكرتها على جمع أموال صغيرة من مجموعات كبيرة من الأفراد والمؤسسات عبر منصات إلكترونية مراقَبة ومرخصة من قِبل الهيئات التشريعية في البلد بغرض تمويل مشاريع استثمارية لمؤسسات خاصة، أو بمعنى آخر:
أن تكون شريكاً أو مساهماً ممولاً لمشروعٍ ما، تتقاضى منه لاحقاً أرباحاً بنسبة محددة مسبقاً من قِبل المنصة المُشرفة على التمويل، وعادةً ما تكون نِسب الأرباح مجزية بفائدة لا تقل عن 5.5% سنوياً، وتصل في بعض الأحيان إلى 13% من رأس المال المُسْتَثْمَر.
4. استثمار الأسهم:
وهو بكل بساطة شراء حصة في شركة مساهمة عامة، وهو ما يعني أنك تشارك برأس مال، سواءٌ قَلّ أو كثُر، لتمتلك جزءً من هذه الشركة، ويكون لك ما للشركة وعليك ما عليها في حال الربح أو الخسارة.
يستفيد المستثمر من شراء الأسهم بـأحد الأمرين أو كلاهما:
إما أن يستفيد من خلال توزيع الأرباح الدورية للمساهمين، أو بارتفاع سعر السهم، أو بكِلا الأمرين في أحيان كثيرة.
5. تداول العملات الأجنبية: رغم أن تداول العملات الأجنبية أو ما يسمى بـ “الفوركس” ينطوي على مخاطر عالية جداً، إلا أن تحقيق الربح من خلاله غير مستحيل، حيث أن هذه السوق تتمتع بسيولة عالية وتستطيع التداول فيها من أي مكان في العالم لمدة ٥ أيام في الأسبوع على مدار ٢٤ ساعة.
ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبح بإمكان المتداول شراء روبوت يتداول عنك ويحقق لك الأرباح دون أيّ تدخّل منك، وبالطبع فهذه ليست نصيحة استثمارية وإنما خيار استثماري ُمتاح يستفيد منه 5% من روَاد هذه السوق العملاقة.
الأدوات الاستثمارية كثيرة ومتعددة، اخترنا منها أفضل خمسة أدوات، ليتيح لك ذلك الخيار التام في اختيار ما تراه مناسباً، وذلك بعد تفحيص وتمحيص لكل أداة على حِده، من أجل معرفة الفرص وتعزيزها، والوقوف على التحديات وتقليصها.
وفي مقالات قادمة سوف نسلط الضوء أكثر على كل نوع من أنواع الاستثمار ليتسنى لك يا صديقي الاطّلاع على تفاصيل أكثر ربما تفيدك في قادم الأيام.