اَلثَّوْرَة اَلْعَرَبِيَّةِ اَلْكُبْرَى وَالِاسْتِعْمَارِ اَلْبِرِيطَانِيِّ لِفِلَسْطِين وَثَوْرَتِهَا اَلْكُبْرَى عَام ( ( 1936 م – 1939 م ) )
أَحْمَدْ بْنْ عَلِي اَلْمَقْبَالِي
اَلْجُزْءَ اَلْأَوَّلِ : –
أَحْدَاثُ إِعْلَانِ اَلثَّوْرَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ مِنْ اَلْحِجَازِ
اَلْجُزْءَ اَلثَّانِي : –
تَفَاصِيل مُعَاهَدَةٍ مُودْرُوسْ
– بِدُونِ اَلْإِغْرَاقِ فِي اَلتَّفَاصِيلِ كَثِيرًا فَقَدْ اِنْتَصَرَ اَلْعَرَبُ اَلْمُتَحَالِفُونَ مَعَ اَلْإِنْجِلِيزِ عَلَى اَلْعُثْمَانِيِّينَ فِي اَلشَّرْقِ اَلْأَوْسَطِ وَأَخَذَتْ اَلْقُوَّاتُ اَلْعُثْمَانِيَّةُ يَتَرَاوَحُ مَكَانُهَا بَيْنَ مَهْزُومٍ أَوْ مُسْتَسْلِمٍ .
– فِي 30 مِنْ أُكْتُوبَرَ عَامَ 1930 م جَرَتْ مُفَاوَضَاتِ اِسْتِسْلَامِ اَلْإِمْبِرَاطُورِيَّةِ اَلْعُثْمَانِيَّةِ لِلْحُلَفَاءِ فِي مِينَاءٍ مُودْرُوسْ اَلَّذِي يَقَعُ فِي اَلْجَزِيرَةِ اَلْإِيطَالِيَّةِ لِيمْنُوسْ
– وَنَظَرًا لِلْأَهَمِّيَّةِ اَلْكَبِيرَةِ لِهَذِهِ اَلْمُعَاهَدَةِ لِمَا لَهَا مِنْ آثَارٍ سَلْبِيَّةٍ عَلَى اَلْوَطَنِ اَلْعَرَبِيِّ عُمُومًا وَدُوَل اَلشَّامِ وَفِلَسْطِينَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ مَعَ اَلتَّرْكِيزِ اَلْبُنُودَ 3 و 4 و 7 مِنْ اَلْبُنُودِ لِمَا لَهَا مِنْ اِنْعِكَاسَاتٍ خَطِيرَةٍ عَلَى اَلْوَطَنِ اَلْعَرَبِيِّ
– سُمِّيَتْ هَذِهِ اَلْمُعَاهَدَةِ بِاسْمِ مُودْرُوسْ عَلَى اَلْمَكَانِ اَلْجُغْرَافِيِّ اَلَّذِي تَمَّ تَوْقِيعُ اَلِاتِّفَاقِيَّةِ فِيهِ بَيْنَ وَزِيرِ اَلشُّؤُونِ اَلْبَحْرِيَّةِ اَلْعُثْمَانِيِّ رَؤُوفْ أُورْبَايْ بِكَ وَالْأَمِيرَال اَلْبِرِيطَانِيِّ سُومْرِسِتْ آرْثَرْ غُوفْ وَاَلَّذِي تَمَّ عَلَى ظَهْرِ اَلسَّفِينَةِ اَلْحَرْبِيَّةِ اَلْإِنْجِلِيزِيَّةِ اَلْمُسَمَّاةِ إِتْشْ إِمْ إِسْ أغَامْمِنُونْ .
– بِنَاءًا عَلَى هَذِهِ اَلْمُعَاهَدَةِ فَقَدْ اِسْتَسْلَمَتْ اَلْقُوَّاتُ اَلْعُثْمَانِيَّةُ وِخَرْحَتْ مِنْ اَلْعَمَلِيَّاتِ اَلْقِتَالِيَّةِ وَقَدْ فَرَضَتْ عَلَيْهَا اَلشُّرُوطُ اَلتَّالِيَةُ : –
1 – تَسْرِيحُ اَلْجَيْشِ اَلْعُثْمَانِيِّ وَوَضْعِ رِقَابَةٍ مِنْ اَلْحُلَفَاءِ عَلَى اَلْإِذَاعَةِ وَالتِّلِغْرَافِ وَالسِّكَكِ اَلْحَدِيدِيَّةِ اَلْعُثْمَانِيَّةِ .
2 – اِحْتِلَالُ مَضِيقَيْ اَلْبُسْفُور وَاَلدَّرْدَنِيلَ وَالسَّمَاحِ بِمُرُورِ سُفُنِ اَلْحُلَفَاءِ مِنْ خِلَالِهِمَا .
3 – اِسْتِسْلَامُ اَلْقُوَّاتِ اَلْعُثْمَانِيَّةِ اَلَّتِي لَا تَزَالُ تُسَيْطِرُ عَلَى بَعْضِ اَلدُّوَلِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلْمُتَبَقِّيَةِ كَالْعِرَاقِ وَسُورْيَا وَالْيَمَنِ وَالْحِجَازِ
4 – تَنْسَحِبَ اَلْقُوَّاتُ اَلْعُثْمَانِيَّةُ مِنْ إِيرَان وَمِنْ اَلْأَرَاضِي اَلَّتِي تُسَيْطِرُ عَلَيْهَا فِيمَا وَرَاءَ اَلْقُوقَازِ إِلَى خُطُوطٍ قَبْلَ اَلْحَرْبِ .
5 – سَيْطَرَةُ قُوَّاتِ اَلْحُلَفَاءِ عَلَى أَقَالِيمَ بَاكُو وَبَاتُومْ مَعَ حَقِّهِمْ فِي اَلسَّيْطَرَةِ وَاحْتِلَالِ أَيِّ مَوَاقِعِ اِسْتِرَاتِيجِيَّةٍ فِي دَاخِلِ تُرْكِيَا فِي حَالَةِ شُعُورِ قُوَّاتِ اَلتَّحَالُفِ بِأَنَّ هُنَاكَ ظُرُوفٌ تُهَدِّدُ أَمْنَهَا وَسَلَامَتَهَا.
6 – إِعَادَةُ أَسْرَى اَلْحَرْبِ اَلتَّابِعِينَ لِلْحُلَفَاءِ دُونَ أَيَّةِ شُرُوطِ وَإِبْقَاءِ أَسْرَى اَلْحَرْبِ اَلْأَتْرَاكِ تَحْتَ سَيْطَرَةِ اَلْحُلَفَاءِ .
7 – إِنْهَاءُ سَيْطَرَةِ اَلْقُوَّاتِ اَلْعُثْمَانِيَّةِ اَلْإِدَارِيَّةِ وَالْعَسْكَرِيَّةِ لِلْوِلَايَاتِ اَلْعَرَبِيَّةِ بِمَا فِي ذَلِكَ إِقْلِيمٌ عَسِيرٌ وَالْيَمَنُ .
– لَمْ يَتَبَقَّى لِلْجَيْشِ اَلْعُثْمَانِيِّ قُوَّاتٍ فَاعِلَةً سِوَى فِي مِنْطَقَةِ اَلْحُدَيِّدَةَ وَلِحَجِّ اَلْيَمَنِيَّتَيْنِ وَتَنُصّ اِتِّفَاقِيَّةٌ مُودْرُوسْ عَلَى اِسْتِسْلَامِهَا لِلْقُوَّاتِ اَلْإِنْجِلِيزِيَّةِ .
– رَفَضَ اَلْوَالِي نَدِيمْ بِكَ تَنْفِيذُ بَنْدِ اِسْتِسْلَامِ قُوَّاتِهِ فِي اَلْيَمَنِ لِقُوَّاتِ اَلْحُلَفَاءِ وَاَلَّتِي تُرَابِطُ فِي اَلْمَنَاطِقِ اَلْجَبَلِيَّةِ مِنْ صَنْعَاءَ وَمُنَاخِهِ وَغَيْرَهَا مِنْ اَلْمَنَاطِقِ .
– بَدَلاً مِنْ اَلِاسْتِسْلَامِ قَامَ اَلْوَالِي اَلْعُثْمَانِيُّ نَدِيمْ بِكَ بِتَسْلِيمِ قُوَّاتِهِ بِجَمِيعِ أَسْلِحَتِهَا لِلْإِمَامِ يَحْيَى وَكَانَ ذَلِكَ فِي نِهَايَةِ عَامِ 1918 م .
وَبِهَذَا تَمَّ إِعْلَانُ هَزِيمَةِ اَلْإِمْبِرَاطُورِيَّةِ اَلْعُثْمَانِيَّةِ ( اَلرَّجُلُ اَلْمَرِيضُ ) وَاحْتِلَالُ أَرَاضِيهَا وَتَقْسِيمُهَا بَيْنَ دُوَلِ اَلْحُلَفَاءِ اَلْمُنْتَصِرَةِ وَسَوْفَ نَرَى بِأَنَّ اَلْخَاسِرَ اَلْأَكْبَرَ فِي نِهَايَةِ اَلْمَطَافِ اَلْعَرَبِ اَلَّذِينَ تَمَّ تَقْسِيمُ أَرَاضِيهِمْ بَيْنَ اَلْإِنْجِلِيزِ وَالْفَرَنْسِيِّينَ وَالَايطَالَلِيينْ .
وَبِهَذَا يَنْتَهِي مَقَالُنَا لِهَذَا اَلْيَوْمِ وَسَوْفَ نَسْتَكْمِلُ بَقِيَّةُ اَلْأَحْدَاثِ فِي اَلْمَقَالَاتِ اَلْقَادِمَةِ بِإِذْنِ اَللَّهِ تَعَالَى
اَلْمَصْدَر : –
– اَلْبُوسَعِيدِيونْ وَآلَ سُعُودْ 1902 م – 1972 م اَلْجُزْءُ اَلثَّالِثُ
اَلْمُؤَلِّفَ : –
إِ . أَحْمَدْ بْنْ سَعِيدْ اَلْبَادِي