أيها الليل.. قل لي
خلفان بن ناصر الرواحي
أيها الليل..
هل سمعتَ يوماً
أنَّ حياتنا مضطربة
والأرواح غدت معظمها مُحطّمة؟!
اضطربت حياتنا وأصبحت صفحاتها مشرذمة!
تحطمت أوصالنا..
وافتقدنا ترابطًا كان يوماً.. مكرمة
قد كنّا نسمعُ في الليل..
خطى مقتربة
قادمة إلى ديارنا..
فلا نستطيع أن ننسى..
حكاياتها المؤنسة
ويصبحُ بيتنا حينها..
كالسحبِ الضحوكة.. المخصبة
والخطى تأتي بنفسها..
طواعية
تسوقها في الظلام..
صفاء الروح راقية
ومؤنسنا حكايات..
من قرون ماضية
يا ليل.. قل لي:
هل كنت يوماً..
تسبق النهار؟
وهل أنت تأتي أولاً..
أو تعقب النهار؟
لقد تزاحمت أمورنا..
وتداخلت عصورنا
ولم نستطع الجزم..
نحن في أي العصور!
فلا تلمني.. يا ليل
فحياتنا أصبحت..
مشرذمة!
فهل جرّبت يوماً
معنّى الشتات؟
وهل شهدت يوماً..
ورداً مع رماد؟!
وهل توقعت يوماً..
بأن تكون أبوابنا..
لا تسمع خطى مقتربة..
وبيوتنا في الليل..
مغلقة ومحكمة!