باب الخيّاط المخلوع
سهام سالم
تكاد تظن بأن الله قد منحه وجها بسّاما بطبيعته، إذ أن ابتسامته لا تفارقه، رغم أنني لم أشاهد ابتسامته العالقة في وجهه كبصمة إلا قليلا، وهي المرات القليلة التي أذهب فيها لاستلام فستان العيد.
خياط حيّنا الهنديّ سُليمان، الذي اعتدنا على استلام ملابس الأعياد من دكانه، فهو نادرا ما يخطئ، ترغب النساء دائما بملابس مختلفة عن الأخريات، فيلجأن كعادتهن للبحث عن قصات وألوان وأقمشة مختلفة، أما سليمان، فهو يعرف ما يفعل، يسمع ويرسم ثم يحوّل خيالاتهن إلى حقيقة.
ولكنه لم يتمكن من إنهاء فستاني في الموعد المحدد، فكان يعطيني موعدا آخرًا في كل مرة، وما إن أذهب لأشاهد ابتسامته وطريقته المرحة في الكلام حتى يعتذر ويعدني بإنهائه في الغد، وكنت أقابل كل هذا بابتسامة أيضا، لا يمكن الرد على هذا النوع من البشر مهما فعلوا إلا بابتسامة صادقة.
استلمت فستان العيد أخيرا وقررت تأجيل ارتدائه للعيد القادم بدون سبب، ولكنني سمعت بالأمس بأن صانع الفستان، الذي يلازم الإبتسامة كما يلازم آلة الخياطة، الذي لم تبرح الإبتسامة وجهه يوما، وُجد أمام دكانه منتحرا.
كيف يمكن ارتداء فستان مليء بالضحكات، فستان انتحر صانعه قبل موعد العيد؟