مقال : رواية “نارنجة” بعدسة قرائها
سالم زعبنوت المهري
طالما نسمع عن الكاتبة العمانية جوخة بنت محمد الحارثي , أكاديمية بجامعة للسلطان قابوس , التي حازت على العديد من الجوائز ومن ضمنها جائزة السلطان قابوس للثقافة وفنون الآداب ، وقد ترجمت رواياتها إلى اللغة الكورية , والصربية والإيطالية والألمانية والانجليزية.
ومن ضمن رواياتها “نارنجة ” والتي تحمل في إسمها العناء والتعب , حيث تعتبر نارنجة من فصيلة الحمضيات ، وهي حامضة المذاق تشبه البرتقال في لونها ، بينما هي أشد حموضة منها ومن الليمون فربما ” يقرأ الكتاب من عنوانه “.
ربما أرادت الكاتبة بهذا الاسم توصيل فكرة معينة إلى القارئ , أو ربما أشارت إلى تذوق تلك الأدوار الحزينة في الرواية , حيث تنتقل شخصيات الرواية من موطنها الأصلي إلى مواطن أخرى ولكل شخصية قصة حزينة , فزهور ذهبت ولم تصغ إلى قول جدتها , بينما ذهب عمران حبيب الفتاة الباكستانية كحل من قريتة لإكمال دراسته وكان ثمن دراسته مزرعة أباه التي باعها .
“نارنجة” رواية تتسم بالمرجعية كما يسمى في مجال النقد الأدبي , حيث تتميز العديد من الصفحات الروائية بذكر الأحداث التاريخية التي وجدت آنذاك فسجلتها في طياتها , وتستمر تلك الأحداث وتطول بمسيرة العائلة الواردة بالرواية , وكما تمر الرواية بقضايا اجتماعية منها : الضرائب والثورة على الإمامة والتدخل البريطاني وصولاً إلى الطلاب العمانيين المبتعثين إلى الخارج ، ويتسم أسلوب كتابة الرواية بالبساطة وسهولة اللغة ، بالرغم من أنها تستخدم الأساليب المجازية والاستعارات المكانية غير أنها أحتفظت بسلسة الرواية وحبكتها ، كما لم تتطرق إلى الأشياء الكبيرة وإنما أخذت من الأشياء البسيطة لتكتفي بها وهنا يتجلى التميز والتفرد في أسلوب الكتابة ، و كتبت الرواية وكأنها معايشة للتاريخ بين عُمان والخارج , إضافة إلى تلك الإشارات للتاريخ من زاوية ذاتية , تأتي من النزعة الفردية حين يغترب الفرد عن أوطانه يكون شعوره بالاختلاف أكثر، وأكبر دليل على ذلك ، هي شخصية زهور في رواية “نارنجة”.
نارنجة رواية تستحق القراءة ولو كانت قراءة عابرة لأنك تشعر وكأنك عاصرت العوالم والمدن , حيث تبحر فيك من عًمان إلى لندن وإلى بكستان .
تشعر كأنك عايشت قضاياهم , سكنت معهم في عصرهم الذي يلمس الواقع ولكن شخصيتها من خيال….!