النهضة العمانية المتجددة
سليمان بن سعيد بن زهران العبري
تعيش سلطنة عمان في شهر نوفمبر أياماً مبارَكة، أيام نوفمبر السعيد، أيام العيد الوطني المجيد، والشعب العماني في كل عام يترقب هذه المناسبة الغالية بكل فرح وسعادة وسرور، وكلٌّ يعبّر عن فرحته، فلم ولن ننسى أيام نوفمبر المجيد على مدى خمسة عقود تتجدد كل عام باحتفالات في كل ولايات سلطنة عمان، وكأنها استعراضٌ لمنجزات عامٍ كاملٍ في التنمية والبناء والتطور. وفي كل عام نشهد منجزات جديدة في مختلف القطاعات، والجميع يترقّب النطق السامي للوالد والأب والمعلم والقائد جلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه، وعمان من أقصاها إلى أقصاها ساعة صمت وإنصات للخطاب السامي يوم ١٨ نوفمبر، أو يوم افتتاح مجلس عمان، وتشاهد السعادة والفرحة في وجوه الصغار والكبار، شيباً وشباباً، رجالاً ونساءً، يتسابقون إلى ميدان الاحتفالات في صورةٍ من أجمل الصور، ويلبسون أحلى الحلل، وتسمع الأهازيج في كل البلاد وهم في قمة الفرح والابتهاج.
ومنذ مطلع عام ٢٠٢٠ أخذت النهضة العمانية منعطفاً جديداُ، إعلاناً بالنهضة العمانية المتجددة بقيادة مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عمان حفظه الله ورعاه، تتّجه نحو مستقبلّ واعدٍ أفضل، نحو المزيد من التطوير والتنمية والبناء، نحو نهضة متجددة في كل المجالات. وفعلاً انطلقت بكل قوة وعزيمة وإخلاص على الرغم من التحديات التي واجهت عمان بانعكاسات أوضاعٍ عالمية تأثرت بها السلطنة، ولكن بقيادة سلطانها الحكيم البارّ استطاع بحكمته وقيادته وتوجيهاته السديدة أن يتغلب على تلك الصعاب، ويجتاز المحن بسياسة التوازن في مختلف الأمور، وبفضلٍ من الله سبحانه وتعالى، وبتكاتُف الشعب العماني وصبرهم، استطاعت الحكومة أن تتحكم بالموارد، وتصل إلى أفضل المستويات مقارَنةً ببعض الدول ولله الحمد والشكر.
وفي مطلع هذا العام، وبعد تجاوز أغلب الأزمات، أعلن جلالة السلطان المعظم وحكومتة الرشيدة عن الكثير من المشاريع المستقبلية والخدمات العامة التي تخدم المجتمع العمانيّ، ولعلّ بعضها والأهم تلك التي تُسعد المواطن العمانيّ بشكلٍ مباشَر، المظلة الاجتماعية التي استبشر بها الشعب العماني من أطفال وكبار سنّ ومعظم شرائح المجتمع، وبإذن الله ستأتي تِباعاً مشاريع أخرى وخدمات أخرى، التي يستفيد منها العمانيون بصفة مباشرة أو غير مباشرة.
وأما ما يستفيد منها الوطن بشكل عام حينما ألقى جلالته الخطاب السامي مؤخراً أمام مجلس عمان، أوضح الكثير من النقاط الأساسية على الصعيدين المحلّيّ والدولي، فعلى الصعيد المحليّ، أك؟د بتوجيهاته السامية العمل باللامركزية، وذلك لتبسيط الإجراءات وللمزيد من الاستثمارات المحلية والدولية، التي تسهم في التنمية والبناء والمشاريع الخدميه العامة للبنية التحتية وفق الخطط المرسومة والإمكانات المتاحة.
وعلى الصعيد الدولي التأكيد على السياسات العمانية الثابتة الراسخة وفق العقيدة والأعراف الدولية لتحقيق السلم والسلام للعالم أجمع.
إن سلطنة عمان وسلطانها الحكيم وحكومتها الرشيدة وشعبها المخلص المؤمن المتمسك بدينه وأصوله العريقة، يعملون يداً بيد بكلمة واحدة نحو هدف واحد، متفقين لأجل الوطن وخدمة الوطن، وإن خدمة الوطن واجب وطني مقدس على كل عماني في كل ميدان، كلٌّ في مجاله أينما كان في كل مكان، في داخل عمان وخارجها. وإننا نفخر ونتفاخر بالانتماء لهذا الوطن ولسلطنة عمان، والتي كانت وما زالت وستظل مضرب المثال بين الأمم، والقدوة للآخرين، وكفى عمان شهادةً وشرفاً شهادة سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وثناءه على أهل عمان بأخلاقهم العالية ودعاءه لهم بالخير والرزق، وثناء خلفائه وصحابته لأهل عمان، ليبقى عزاً وفخراً عبر الزمان.