بينَ غزة والجنة الشهادة
زينب بنت حمد الراشدية
أعزائي الصامتون المُتخاذلون إليكم أخبارًا سارة لعلها تُيقظكُم من المهدِ إلى اللحد غزوًا وجِهادًا في سبيل الله؛ أهل فلسطين صِغارً وكِبارًا كما ترون على صفحاتكُم الإعلامية ماتوا وبالأحرى استُشهِدوا تحت القصف الصهيوني المُحتل دون رحمة ولا شفقة، فهُناكَ من كانَ يدعو الله والآخر يتلوا القرآن والآخر يُسبح ويُكبر لله، والبعض غفا من شدة التعب وهُم يُحاولون إسعاف و إنقاذ الجرحى، ويحملون الجثامين، ويقفون مع إخوانهِم على ما أصابهُم!
فكُل من يعيش في غزة يتهيأ لمثل هذا المشهد المؤلم والمُخزي حقيقةً، نعم، نحن خلف الشاشات وبعيدون عن هذه المشاهد والأحداث في غزة لكن قلوبنا تنزف حُزنًا معهُم؛ فالصور دون تعليق وحدها تتحدث عما يجري، نموت ألف مرة على ما يحصُل لهُم ونبكي على قلة حيلتنا وأيدينا مكتوفة للوصول لهم.
فكُل ما بِحوزتِنا نرفع الأكفة لهُم بِالدُعاء والنصر القريب، وأيضًا أحببتُ أن أُخبركم؛ يُخيم الليل عليهم لكن هُم يخافونه أتعلمون لماذا؟! يرون نورًا يُضئ السماء لكن هو ليس قمرًا ولا نجمًا كما نراهُ نحن! بل صاروخًا يُهدم البيوت على ساكنيها ويُفتك أجسادهم لأشلاء وحتى لدرجة أنها تتفحم من قوة القصف؛ فالعدو يضربهُم على بغتة فلا ملجأ ولا منجى لهُم إلا إليكَ يا الله.
وكأنَ زمن الحروب تُعيد نفسها اليوم لكن ليسَ بحضور العرب القُدامى، كلمتهُم مثلُ السيف وهم بدونَ سِلاح أمام الشاشات يُصرِحون بما يلزم قوله للعدو ولا يتراجعون يحشدون الجيوش والبنادِق للغزو أمام العالم, و اليوم حروب تتكرر لكن دونَ رِجالها! يخافون من العدو الظالم يتحدثون بصوتِ خافت خلف الكواليس، لكن تبقى الحرب والنصر للأرض نفسها بأهلها، فخلق الله في قلوبِهم الإيمان والصبر والشجاعة لذلك لا يحتاجون سلاحًا ولا كثرة عدد؛ فبقائهم هو سبب نصرهُم، ضحوا بِأنفُسِهم وكُل ممُتلكاتهُم فِدا فلسطين، وسط تِلكَ الحرب الغاشِمة ولم يُهاجروا مُقابل رغد الحياة فضّلوا النصر أو الشهادة، وأنتُم يا حُكام العرب ابقوا في قصوركُم الفخمة حتى لا يتعكر لكُم صفوًا، لكن اعلموا حينها لن تتوقف هِتافاتنا وحروفنا تنزُف يومًا تلو الآخر جُرحًا على غزة.