فلننصر غزة هاشم
خوله كامل الكردي
ما تزال الآلة الوحشية الإسرائيلية تقصف بلا هوادة، بيوت ومنازل الآمنين والمتاجر والشوارع والمدارس، وآخرها جريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني في غزة بلا رحمة، مات المئات من الأطفال والنساء، فأصبح عدد الشهداء ما يربو عن الثلاثة آلاف شهيد والعالم يتفرج ولا يهز له جفن، إلا قادة دول الغرب الذين سارعوا إلى تأييد دولة الكيان الصهيوني من غير أدنى مسؤولية إنسانية، وهم يشاهدون آلة الحرب الإسرائيلية تصب حممها على رؤوس الأبرياء في القطاع رداً على عملية طوفان الأقصى التي كبدته مئات القتلى والجرحى وأكثر من ٢٥٠ أسير على يد المقاومة الفلسطينية الباسلة ثأراً للذين سقطوا ضحايا خلال الأشهر الماضية، كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل وتعتقل وتصادر الأراضي في الضفة الغربية وقطاع غزة ضاربة بعرض الحائط جميع القرارات التي تدينها المواثيق الدولية.
منذ أكثر من اثنى عشر يوماً القصف الهمجي العشوائي يتواصل على القطاع رداً على العملية التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية، مواجهة فيه الغازيين المرتكبين أبشع أنواع القتل الممنهج، وإن دل فإنما يدل على أن المقاومة قادرة على أن تضرب وتوجع الكيان الصهيوني وتوقع فيه خسائر، ولم يعد كما كان يفعل في السابق يدير الأوضاع ولا يسمح لغيره بالرد عليه، لكن بعد عملية طوفان الأقصى تغيرت قوانين اللعبة، وأصبحت المقاومة عنصراً فاعلاً؛ بل ورئيسياً في أرض المعركة.
الانتصار لغزة واجب على الأمة العربية والإسلامية، واجتماع منظمة التعاون الإسلامي الطاريء جاء ليدين المجازر الدموية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبيانه الختامي استنكر بأقوى عبارات الاستنكار الأعمال اللاإنسانية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ودعت إلى توفير حماية دولية للمدنيين، لكنها تحتاج إلى خطوات عملية على أرض الواقع ونصرة أهلنا في غزة بشكل فاعل وفوري وإبعاد يد القوات الإسرائيلية الباطشة عنهم، وإسنادهم وإعانتهم وتكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية والإنسانية والاقتصادية لرفع الظلم عنهم، وإنهاء حصار دام أكثر من ستة عشر عاماً، وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية، ومناشدة العالم بإعطاء الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.