ورحل الشاب الصالح
راشد بن حميد الراشدي
في يوم الجمعة، وبعد تجشمه عناء السفر إلى شيخه المربي الكريم حمود بن حميد الصوافي – حفظه الله -، وكما هو ديدنه في زيارة الشيخ وملازمة مجلسه ومسجده بين حين وحين؛ حيث كان حاضرًا في صبيحة الجمعة الفائتة حلقات الذكر بين إخوانه الصالحين، حيث اقتدى وسار على نهج السنة النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم بملازمة حلقات الذكر بعد صلاة الفجر حتى الإشراق، فمن كان في حفظ الله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ومع ظهيرة ذلك اليوم خطف القدر بمشيئة الله روحه الطيبة إثر حادث أليم أمام منزله بعد أن زار شيخه، وأدى فرضه، وتوكل على الله في يومه، وقفل راجعا إلى أهله.
إنه الأخ الصالح ماجد بن عمير السيابي – رحمه الله -، الذي عاش على تقوى من الله في كل أفعاله وأعماله تقيًا قريبًا من ربه؛ فكسب حب خالقه وحب عباده.
عرفته عن قرب في رحاب مسجد ومجلس الشيخ الجليل شهمًا كريمًا، كان هدوءه وسمتهِ الرهيب، وأخلاقه العالية وتقديره لشيخه ومن حوله، ومحبته لأمته وإخوانه من صفاته الطيبة التي اتصف بها.
كان – رحمه الله – يحرص كل الحرص على زيارة الشيخ والتردد عليه والاستزادة بما فضل الله عليه من علم، متحملًا ومتجشمًا سفرًا من قريته إلى ولاية سناو.
وصفه الشيخ في حديثي معه بأنه ابنه؛ وذلك تقديرًا لمكانته في قلب الشيخ، فرحمة الله تغشى المؤمنين.
توفي – رحمه الله – وهو في عقده الثالث من العمر شابًا مؤمنًا، مرابطًا على كلمة الحق والدين ولا نزكي على الله أحدًا، ولا نقول إلا بما شهدنا عليه من سيرته الطيبة الزكية.
فرحمة الله تغشى المؤمنين، ونسأل الله له ولأمواتنا وأموات المسلمين الفردوس الأعلى من الجنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.