كلمات لم تنته بعد
شريفة بنت راشد القطيطية
لدي نقاطك تهطل من سقف الليل، لتخلد في موسوعتي، وتتمادى أكثر لتصبح بعض الدماء التي تتجدد كل يوم، ليظل العاشق وسيما حتى وإن داهمه الهجر، لم يعد كفي فارغا كما تظن، أصبح مملوءا بالحزن ..بالشجن ..بالوهج الذي ينبت بين أصابعي، ويتربص للفرصة التي أشعل وجهك به، هكذا يفعل بنا الليل ما يشاء ويتركنا على عتبات الفجر نشحذ الترقب.
من أراد الرحيل لن تعبق رائحته في ثيابك، ولن تجرؤ ملامحه أن تعبّر لك بالبقاء، ومن حزم حقائبه وتجرد من العاطفة يلفت حول قلبه ألف عذر ليرسم المسافات حول خصره ويبدأ بالهروب، النهاية حين يكتبها البعد لا يرجعها إلا من به فيض من شوق ولن يتعدى أصابعه ليترك قلبا عُلق بقلبه وروحه، الأماكن لا تختار الطريق إليها والرحيل مسجل وموقع عليه من هجر وإساءة لمشاعر نبتت على رصيف الأمنيات.
أنت صامت لدرجة تقلق قلبي، وأعلم أنك وأني لسنا بخير، وأنت مفجع لمرادفة عنادك وغرور سلطتك، ومتوعك أعلم من برودة مشاعر أثقلها حب راحل وعطل مزاجك، وحول نقاط ضعفك إلى استفزاز هيامي بك وأغرق ما تبقى من الوله، وأتى بالمشاعر وخنقها بين يدي ولم يكن لي ذنب في استئصالك، لن تطأ قدماك واحاتي الغناء ولن تتقبل نبضي، لقد أطفأت مسام التوهج وألجمت أجيجها واستلقيت في قيلولة عذراء تخلو من الغلبة وتلحن الهدوء لقلبك الرافض للخفقات، بتفاصيل مرغوبة للهروب والتملص من مسؤولية نبض قادم.
كنت كمن ينثر رماد حبي في الهواء، وأطلقت الرصاص على توابعه، كنت كمن يحفر لي قبرا ويتركني فيه في ظلمة الليل ووحشة الطريق، هذيانك العابث بالأطلال لن يدمرني، وغطرستك علقها على صدرك قد تحتاجها لفك السحر الذي يأخذك من الآدمية لهمجية الثعالب ولؤمها.
اتركني ألتقط أنفاسي بعدك، وأغتسل من الذنب الذي يروي لي غبائي كل يوم، وأنهمر كالمطر في ساحة قلبي لتخرج رغما عني، لن تتوسدك لهفتي بعد اليوم ولن أترقب عافيتي التي ضلت الطريق بحثا عنك بل سأستعيدها وأبني منها قمما وعشقا للحياة ولنفسي، كم كنت أدمرها باسم اللهفة والدموع !، وكم تعديت حدودي لأنتقل بقلبي للعصر الجليدي الذي يمثله قلبك، لم تنته كلماتي بعد ولن أترك شظية في جسدي تعبث به، ولن أنتهي بدونك.