2024
Adsense
مقالات صحفية

ولاية دماء والطائيين ..اسم مزدوج يجمع بين الماضي والحاضر والسياحة والتراث

 درويش بن سالم الكيومي

تُعتبر ولاية دماء والطائيين من أجمل الولايات السياحية داخل السلطنة الحبيبة، ويقصدها الكثير من السياح والزوار من مختلف الولايات العمانية، ومن دول الخليج والدول العربية والأوروبية لكونها تمتاز بمقومات سياحية وتراثية وأثرية من القلاع والحصون لا تجدها في ولاية أخرى.

 ولكن قبل كل شيء لا بد من معرفة هذا الاسم المزدوج، فربما توجد معلومات لا نعرفها بعيداً عن السياحة والأودية والعيون المائية.

 فإذا تحدثنا عن الجزء الأول منه (دماء) يقال بأنها من أثر الدماء التي كانت تسيل بسبب الحروب والمعارك الأهلية. وتعريفٌ آخر يقال عنها منع الحرب قبل أن تسيل الدماء وتقع الكارثة، وقيل دميان وتصغير دم ودمي والجمع دماء، واسم الدم هو سائل في جسم الإنسان والحيوان ينقل المواد الضرورية مثل المغذيات والأوكسجين. ويقال الدم الأزرق الذي يدل على النبالة.

 وأما الجزء الثاني منه: (الطائيين) تعود هذه التسمية إلى عدة معانٍ، قيل هي نسبة الي أجود الكرماء حاتم الطائي وما اشتُهر به من كرم وجود وشُهرة عالية، ويُضرب به المثل حتى في زمننا الحاضر. والمعنى الآخر أُطلِق عليه هذا الاسم بسبب انهيار سدّ مأرب باليمن، وقيل بأن طَيّ قبيلة سكنت شمال الجزيرة العربية، وتحديداً في بلاد الجبلين. وللطائيين تواجد خلال الفتوحات الإسلامية في كل من العراق وسوريا وبيزنطة وبلاد فارس، وقد أطلق الساسانيون كلمة تاي/طاي على جميع العرب قبل الإسلام نسبةً الي عشيرة الطائي. فالولاية التي نتحدث عنها تزخر بأكثر من معنى، فهي إحدى ولايات المنطقة الشرقية، تحدّها من الشمال ولاية قريات، ومن الجنوب ولاية ابراء، ومن الشرق ولاية القابل وبدية، ومن الغرب ولاية المضيبي وبدبد، وما جعلها مميزة أنها تقع بين الولايات العريقة، ويزداد جمالها بتلك السلاسل الجبلية والأودية الساحرة.

 وتضم هذه الولاية أكثر من 51 قرية، وتعتمد على 187 فلج نشط، و37 فلج يعتبر ميت.

 ويمكن الوصول إلى الولاية عن طريق جسر قرية الجرداء والاستمرار به 54 كيلو متر. وسوف يمرّ بك الطريق على القرى: بعد ونقصي وهنروت ومس ومزبر وبديعة الرحبيين وغياضه والمديرة، وهي أول ولاية في عمان تستبشر بموسم القيض الذي يعود على الأهالي بالخير الوفير من خلال بيع وشراء الرطب، ومن ثمّ تصل إلى قرية البديعة. وعبر صحيفة النبأ الإلكترونية سوف نقدم لكم جولة سياحية عن ولاية دماء والطائيين، وقد تعرفنا على بقية قرى الولاية بداية من بديعة الجوابر وبها الوادي المتّسع، ولله الحمد قد حظيَت القرية بمكرمات النهضة المباركة مثل التيار الكهربائي وتوصيل المياه إلى البيوت بالمجان، ومحطة إرسال للهاتف.

والقرية يقسمها الوادي إلى نصفين:

 في يمين الوادي تقع الحلة القديمة ذات مباني الطين والحصى والجص والمساجد والمجالس، وسبلة قديمة تتوسطها شجرة المانجو المثمرة، وقد وضع لها فتحة لا تعيق جذعها لِما لها من مكانة عالية وتقدير عند الآباء والأجداد، وأيضاً الأهالي يعانون أشد معناة أثناء هطول الأمطار، حيث تنقطع الحركة عن البيوت السكنية، وتتأثر المزارع عندما تنزل عليها المخلفات من الأتربة والحصى من الشعاب الجبلية، وذلك هو الموقع الوحيد الذي يتأثر في موسم الأمطار، وهذه معاناة أخرى نأمل أن تصل إلى الجهات المختصة في الولاية.

وتوجد قرىً كثيرة تضمها الولاية العريقة هي:

شات، السيل، الحمام، قر، العلياء، حدي، والعقدة، ومحلاح، ووادي الشرقي، ومنتزه محلاح، المنتزه الطبيعي، والسيدافي والركاكية، والبيض، والسوط، غبرة الطام، العرجلي، سداب، الولجة، خبة سماعية، الغبيراء، المسفاة، الحاجر، الحصن، الحيل الكبير.

 إن السياحة الداخلية لها من الدور الإيجابي في تنشيط الحركة السياحة والتجارية داخل القرى التي تتميز بالمواقع الأثرية والأودية والقلاع والحصون وغيرها من الآثار التي يقصدها الزائر والسائح، من خلال الوصول إلى الطبيعة الخلابة، وهذه المرّة لدينا موقع يجمع الأودية ويحتضن الكثير من السياح في أيام العطل الرسمية والمناسبات، فهناك يلتقي وادي حم بوادي الرحبة، وادي علكا، وادي قعيت، وادي الريحاني، في مكان واحد. تسمى قرية تول وغبرة طام، وتشكل المياه بحراً من الأمواج في موسم هطول الأمطار وجريان الأودية التي تتجه عبر مجرىً ضيق جداً بين جبلين، يسمى وادي ضيقة، وتصل تلك المياه الغزيرة إلى السد بولاية قريات بمحافظة مسقط.

 وفي قمة الجبال يقع الجبل الأبيض الذي يتميز بوعورة الطريق الترابي، والمناخ الطبيعي، وسفوحه الخضراء، ويعتمد أهالي الولاية على تربية الماشية والجِمال، والزراعة، ومناحل العسل الطبيعيّ.

 ومن أهم المزروعات فيها: الليمون، المانجو، التين، والعنب الذي تشتهر به بلدة الحاجر، والبصل والثوم العماني الذي تشتهر به بلدة المسفاة.

ومن أهم أنواع النخيل التي تمتاز بها الولاية هي: البرني، النغال، الخلاص، وأبو نارنجة، والخصاب التي تبقى إلى آخر موسم القيض، وغيرها من أنواع النخيل والتي هي شعار للولاية.

ومن الأشجار الظليلة:

 تكثر في الوادي شجرة السدر والسمر، والغاف، والرول، والشوع الذي يُستخدم ورقه خلال أيام الأعياد، ويوضع مع اللحم بداخل خصفة الشوي حتى تظهر رائحته الطيبة أثناء تناول وجبة الغداء في أيام العيد.

وما زال الأهالي يتمسكون بالموروث الشعبي من الفنون مثل الرزحة والقصافي والعازي والميدان والمديمي. وفي الولاية شعراء لهذه الفنون الجميلة المغناه، وأيضاً يوجد في الولاية المركز الرياضي الذي يجمع الفرق الأهلية.

ولاية دماء والطائيين غنية عن التعريف، ولا يمكن حصرها بمثل هذا المقال البسيط.

 وتُعتبر الولاية من أجمل الولايات السياحية الخصبة بوفرة المياه الغيلية والداؤدية.

 ولا شك بأنها تستحق الزيارة من أجل قضاء يوم سياحي ممتع فيها، حيث إنها تتميز عن غيرها من الولايات بذلك الطقس والهواء العليل الذي يميل إلى الاعتدال بعض الشيء خلال هذه الأيام لكثرة تدفق المياه التي يرتاح لها الزائر والسائح، بل كل من يصل إلى هناك سوف يعشق ذلك الوادي والقرى التي تتميز بالجمال والسحر الطبيعي.

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights